المحامي موسى سمحان الشيخ
عادت قضية انفاق غزة بعد استشهاد القسامين الابطال في احد الانفاق، عادت لتؤشر من جديد عن عمق القلق الذي تحياه دولة العدو الصهيوني في كل لحظة، يتبدى هذا القلق مجددا في توسع وتعمق الانتفاضة وافلاس الحلول السلمية تماما من عجز شبه مطلق للسلطة الفلسطينية حتى مع وجود المبادرة الفرنسية وهي بالمناسبة مبادرة ملغمة ولا تحمل جديدا في طياتها. مغتصبات الغلاف وحتى تل الربيع ذاتها ومطار اللد ليست في مأمن، هم العدو في العثور على الانفاق وفوهات الانفاق هم استراتيجي ودائم، ثلاثة حروب طاحنة ضد غزة وحصار لم يشهد له التاريخ مثيلا لم تفلح في تركيع غزة كما لم تفلح في لجم المخاوف الصهيونية وتطوير القدرات العسكرية لدى فصائل المقاومة في غزة، هاجسان دائمان ويوميان تراهما دولة العدو في كل لحظة، جبهة الشمال بوجود حزب الله رغم انغماسه في حرب سوريا الضروس، وجبهة الجنوب بوجود حماس والجهاد وكل فصائل المقاومة المسلحة وحتى خوف دولة العدو التقليدي من صواريخ ايران الحقيقي او الوهمي تراجع الان امام مسألة انفاق غزة. العدو في ورطة يسعى جاهدا لتوفير عدة عناصر لابعاد خطر صواريخ غزة، البعد الاستخباري ويعول عليه كثيرا دون ان يكون لديه معلومات حقيقية ومؤكدة عن وضع مقاومة ومقاومي غزة، العمل على تهيئة الرأي العام العالمي وما يسميه العدو الشرعية الدولية وهو في هذه النقطة محشور في الزواية تماما نتيجة لممارسته العنصرية ضد الانتفاضة حيث يجري الاعدام يوميا وبدم بارد لمئات الشباب الفلسطيني، البعد الثالث يتمثل في نجيب الدخول في حرب برية والتوغل في عمق غزة وقد جرب ذلك مرارا وفشل. دولة العدو في مأزق ويتعمق باستمرار ومسألة انفاق غزة لن توقفها تهديدات دولة او دفع 120 مليون دولار مؤخرا من قبل واشنطن لدرء خطر الانفاق بل والاستعداد العسكري القائم على قدم وساق في غزة، ويمكن القول بجدارة ان الوضع الفلسطيني من خلال انتفاضة الضفة وعسكرة غزة رغم الفقر والجوع والحصار هما طوق النجاة للعمل الوطني الفلسطيني رغم افلاس الوضع الفلسطيني والعربي الرسمي