الروابدة ودردشة سياسية حكيمة في جامعة البلقاء التطبيقية
24-08-2023 09:09 PM
الشاهد - د.لؤي بواعنة
في حديث سياسي شيق وممتع وصريح ووزان ومقنع بالوقت نفسه من القلب الى القلب ،عاش طلبة كلية عمان الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية والحضور أجواء مفعمة بالوطنية والاعتزاز بالدولة وصموها في ظل إقليم متلاطم بالازمات . اكتسب الطلبة والحضور في هذه المحاضرة القيمة من الفائدة والمكاشفة السياسية ما يفوق كل ما تعرضه المناظرات المتلفزة عن الحياةتحديلا الأردن السياسات وتىبخه ومستقبل ، بحضورعطوفة رئيس الجامعة الدكتور أحمد العجلوني وعميد الكلية الاستاذ الدكتور مروان النسور .
ليس غريبا على شخصية سياسية وقامة وطنية معروفة ومن العيار الثقيل مثل عبدالرؤوف الروابدة الموصوف بذكائه أن يقدم حصيلة خبرته السياسية والإدارية لأبناء الأردن .فهذا ما عودنا عليه دولة ابو عصام دائما بل وأكثر من نظرائه من رؤساء الوزراء السابقين ، اذ دائما ما تميز بانه يحمل هم الوطن في فكره ووجدانه وبأنه في تماس دائم مع المواطنين والمثقفين والنخب وغير النخب ومع الجامعات وطلبتها موجها ومحللا ،ومنظرا سياسيا ومناكفا احيانا بلغته الدمثة وبصراحته ومكاشفته المعهوده وانتماءه ودفاعه المستميت عن أرض الأردن وترابها حتى وأن اختلف في آرائه وأفكاره مع بعض الحكومات . وهذا ما يراه هو أمرا صحيا ،فالاختلاف برأيه على التفاصيل وليس على الثوابت يقوي الوطن ويشد من لحمته الوطنية .وهذا ما كان جزءا أساسيا من حديث دولته،
استفاص الروابدة في الحديث عن الهوية الوطنية.فهو من الرافضين لتعدد الهويات الوطنية على أرض الأردن لأنها تؤدي للصراعات .فهو مع أن تكون الهوية الأردنية على الأرض الأردنية في حين تكون الهوية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية . فهو من أشد المنادين بالمحافظة على الهوية الوطنية والداعي إلى اعزازها لأنها سبب للمواطنة برأيه ،وهي حق لكل من يملك الرقم الوطني لكن دون قيامه أي المواطن بتقويته وتفضيله للهوية الفرعية على حساب الهوية الوطنية الأم ،لأن هناك هويات فرعية في كل بلد ومنها الأردن حتى وإن اعتز البعض بها. وشدد دولته على أن الدولة الأردنية ككيان سياسي منذ تأسيسه قام على الهوية العروبية وتعزيزها،فلم يميز بين عربي واخر وهذا ما كان سببا في عدم نضوج الهوية الوطنية في تلك الفترة . فالاردن كان حضنا دافئا لكل لاجيء ومستغيث. وهذا ما جعل للأردن خصوصية فهو أكثر حساسية من غيره من البلدان فهو يتأثر بما يحدث في البلاد العربية المجاورة له وربما بالعالم فقد تجد الشهيد في القدس في حين أن العزاء بعمان لعوامل عدة في مقدمتها طبيعة الأواصر والقربى وعمق العلاقات والديمغرافيا والاحساس الوطني والعربي .
تطرق الروابدة في محاضرته التي حملت عنوان 'الأردن بين التاريخ والجغرافيا ' لقضايا هامة تتعلق بتاريخ الأردن وجغرافيته وعلاقته مع دول الجوار ودوره العروبي منذ تأسيسه حتى الآن، عرض فيها الظروف السياسية التي أحاطت تأسيس الدولة وتحدياتها،(المتغيرة والثابتة ) ومستقبلها وتطلعات قيادته الإصلاحية .حاورالروابدة طلبة البلقاء واعضاء هيئتها التدريسية بكل شفافية ودون تكلف،واعطاهم خلاصه فكره السياسي وهاجسه الوحيد إفادة الطلبة وتوعيتهم بأهمية وطنهم وتاريخه ودوره الإقليمي المشرف وما يحاك ضده واستشرافه لمستقبله المشرق كما رأى . كما هدف الروابده من محاضرته تلك القيام بواجبه في هذه المرحله كما يرى والمتمثلة بإمداد الطلبة بالولاء والاعتزاز الوطني .
اكد الروابدة أن الأردن قدم (بكسر القاف)التاريخ ،وهو كغيره من دول الجوار لكنه استهدف وأفتري عليه مرارا بأنه من نتائج سايكس بيكو. وما ذلك إلا لصموده رغم كل المحن والتحديات التي ألمت به محليا واقليميا، ولأنه الدولة الأكثر دفاعا عن فلسطين ،فهناك خصوصية في تلك العلاقة لا تملكها أي دولة أخرى في العالم ..فقضية فلسطين قضيته المركزية دائما وابدا وهو أولوية ما قبلها أولوية ."القضية الفلسطينية هذه قضيتنا تعيش فينا ونعيش فيها "
عرج ابو عصام على التاريخ والجغرافيا مستعرضا تاريخ الأردن منذ العهد الإسلامي حتى عهد الثورة العربية الكبري مؤكدا علي اختلاف الحدود الحالية عن القديمة وأهمية الأردن . فكانت طبريا عاصمة لجند الأردن في بداية صدر الإسلام وكانت بوابة للفتح.وتتبع تاريخ الأردن حتي تحرير أرض سوريا كاملة من الحكم العثماني وتاسيس إمارة شرق الأردن علي يد الهاشميين الذين اعتبرهم صمام الأمان لهذا الوطن .
اكد الروابدة على أهمية جغرافية الأردن هي الأخرى فهي مسألة هامة في ظروف تأسيس دولة كالاردن ، حيث تقع بموقع متوسط بين دول عربية قوية ،وهذا ما جعلها بحاجه دائمة لاتخاذ سياسة خارجية قومها الاعتدال والوسطية واحترام الغير والاتفاق والوفاق.
تضمنت الدردشة السياسة للروابدة صراحة وموضوعية غابت عن الكثيرين من أقرانه .فهو بصراحته وجرأته المعهودة يرى أن الإصلاح يقوده الملك ،ولكنه ميز بين الإرادة والتنفيذ فالملك صاحب الإرادة أما التنفيذ فلم يصل لمرحلة التنفيذ بعد .ولا يعتقد أيضا أن الإرادة في التنفيذ قد وصلت للقاعدة ، ويرى و بكل صراحة أنه لا يوجد هناك اصلاح اقتصادي حقيقي بعد . فهو يؤمن ويقر بوجود إصلاحات اقتصادية إذا انعكست على حياة الناس وقوتهم وقوتهم ومعيشتهم.
وعند سؤاله عن الحكومات البرلمانية فهي طموح وامل بالنسبه له ويتمنى حدوثها ، لكنه أبدى تشاؤما إزاء ذلك بأنه لا يتوقع ذلك بالوقت الحالي . اذ ليس هناك آمل حاليا أن الأحزاب ستشكل حكومات برلمانية . مشددا على أن الأحزاب إذا أرادت النجاح فهي بحاجة لبرامج فعلية لكل تحدياتنا ومشاكلنا مثل:الطاقة والمياه والبطالة والفقر .وهذا غير موجود على أرض الواقع بخلاف ذلك لن تنجح الأحزاب ما لم تقدم حلول .
وبعلق الروابدة الأمل على الشباب فهم المستقبل ،الا أنه له وجهة نظر مختلفة إذ أن الشباب بحاجة لخبرات الجيل الذي سبقهم والأكبر منهم إذ لايؤمن بالازاحة للأجيال بل ممازجة فالنجربة بحاجة للنقل ممن هم أكبر سنا وخبرة .وهذا يعني أن تخفيص ين المرشح ل( ٢٥) عاما لن يقدم أو يؤخر كثيرا لأن الشباب لهم تحديات كثيرة من البطالة وغيرها،ومن يريد أن يفلح يعتمد على مدى انخراطه بمجتمعه.
كما أعتز الروابدة بما تعيشه الأردن من إعزاز للوحدة الوطنية ،معتبرا أن الوحدة الوطنية في الأردن من أعنفها .ويقصد بذلك أنها تظهر وقت الازمات في احلى واجلى صورها إذ يبرز الأردنيون صفا واحد ووجود الهاشميين عاملا مشتركا مما يزيد الوضع طمأنينة. وعند سؤاله عن رسالته لأبناءه الطلبة في الجامعات للاستفادة من مرحلتهم هذه ردا على تجربته من دراسته في الجامعة الأمريكية ،دعاهم لتعلم الحوار وبناء الفهم والوعي ،والشيء الأجمل في تجربته تلك ختمه بأنه عرف أنه أردني واعتزبذلك.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.