الشاهد -
يعشن بين الحشرات والجرذان والقوارض وتهدد حياتهن الحيوانات المتوحشة
تنطبق عليهن شروط المعونة لكنهن لم يحصلن عليها
الشاهد - خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات النخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية. الحالة الاولى يسرى جمعة محمد عمرها (38) عاما وزوجها عامل بسيط يعاني من امراض عدة ولديها ولدان وبنت تعيش هي واسرتها في خيمة بين الجرذان والحشرات والروائح الكريهة المنبعثة من الحفر الامتصاصية التي يستخدمونها لعدم وجود مرافق صحية. تقول يسرى بان زوجها يعمل يوما ويجلس في البيت اسبوعا بسبب اوضاعه الصحية المتدهورة فهو غير قادر على علاج نفسه لعدم توفر المال لذلك او التأمين الصحي هذا بالاضافة الى انهم لا يجدون منزلا يأويهم ولا يملكون المال لذلك ولهذا السبب يعيشون في خيمة واولادهم لا يستطيعون احيانا الذهاب الى المدرسة التي تبعد عنهم اكثر من عشرة كيلومتر وهذا يضطرهم الى قطع المسافة سيرا على الاقدام وهم جوعى لا تملك والدتهم دينارا لاعطائهم مصروفا ليتناولوا (سندويشة) او اي شيء مثل اقرانهم من الطلبة واضافت يسرى ان زوجها لا يملك ما يقدمه لابنائه وعادة ما يذهب في الصباح الباكر الى سحاب ويقف بجانب العمال من اجل البحث عن فرصة عمل لكنه غالبا ما يرجع للبيت دون عمل وتزداد حالته الرضية سوءا اثر الوقوف في البرد وايضا الشمس المحرقة وتقول يسرى انها طرقت ابواب المعونة دون مجيب وتتمنى على المسؤولين ان يأتوا ويشاهدوا طريقة معيشتهم واسلوب حياتهم فهم يعيشون في البراري والصحاري مثل الوحوش دون دفء ولا ماء ولا كهرباء ويقومون بشراء الماء من التنكات وهم لا يعرفون هل هي صالحة للشرب ام لا. الحالة الثانية فاطمة عبدالسلام امرأة مطلقة منذ 15 عاما وتعيش لوحدها في خيمة مليئة بالحشرات والجرذان والافاعي السامة وهذه الخيمة عبارة عن مأوى لها تعيش بها دون معيل الشاهد عندما زارت فاطمة تفاجأت بوجود حالات كثيرة لنساء مطلقات واخريات دون زواج يعشن في خيم ومن حولهما الكلاب الضالة والحشرات القاتلة ومن يشاهد وضعهن المأساوي لا بد وان يهب بمساعدتهن وتقديم المال لهن فكيف ينسى المسؤولون هذه الاسر وهؤلاء النساء ويتركوهن يعشن في هذه الظروف. فاطمة قالت للشاهد انه بعد طلاقها لجأت الى هذه الخيمة بجانب مثيلاتها من النساء اللواتي يعملن في البيوت حتى يوفرن لقمة عيشهن. وقالت انها راجعت الجهات المسؤولة للحصول على معونة والشروط كلها المطلوبة تنطبق عليها فليس لديها منزل او راتب وعقارات لكنها لم تحصل على معونة رغم مراجعتها للفرع الرئيسي لصندوق المعونة الوطنية ولا تعرف السبب. وتقول فاطمة اننا الآن في فصل الشتاء وهذه الخيمة لا تصلح للعيش لانها تدلف عليّ هذا بالاضافة الى عدم وجود وسيلة تدفئة ادفىء بها نفسي من البرد القارص لذلك اجمع الحطب والخشب من بين الاحياء السكنية في منطقة سحاب واحمله على رأسي واسير به مسافات طويلة للوصول الى الخيمة في النهاية تقول فاطمة (كما غيرها) انها لا تريد سوى حياة كريمة وبيت يأويها لتعيش مثل باقي الاسر بعيدة عن هذا الذل والتعب والمشقة والمعاناة.