الشاهد -
وهم اطالة عمر المجلس والسعي وراء الغنائم صراع النواب
الشاهد-عبدالله العظم
في اول يوم شرع به مجلس النواب مناقشة قانون الموازنة للدولة 2016 بدأت الحكومة فرادا مع النواب بكولسات تلمح لاستمرار المجلس واطالة عمره لسنة اخرى نظرا لوجود مشاريع وخطوات تستدعي وجود الحكومة والنواب معا لنهاية العام المقبل، وسرعان ما تحولت تلك التلميحات بعيدة المدى تأوليات بين بعض النواب واخرين وجدوا فيها امرا محتوما وواقعيا وخصوصا عندما تطرق رئيس الوزراء عبدالله النسور في خطابه قبل التصويت لمراحل مستقبلية مطمئنة وعد بها النواب للسنة المقبلة ومن هناك بدأت رحلة الموازنة العامة في ايامها الخمسة التي مرت بها تحت القبة، انطلقت بخطب نارية تطعن بالحكومة في الظاهر ومباركة الحكومة بالباطن، اذ ان بعض تلك الخطب الرنانة والتي وضع النواب بين سطورها كل ما تحتاجه الدعاية لانتخابه من ادوات وخطب رنانة مررت سلفا على النسور وهو جالسا على مقعده بين مقاعد الحكومة الخلفية للمجلس من قبل نواب فضلوا هذه الطريقة في مجاملتهم للحكومة ورئيسها قبل تلاوتها على الملأ. وفي الخطاب النيابي ايضا فقد تضمنت كلمات كل من محمد الحجوج وسليم البطاينة ومعتز ابو رمان وامجد المجالي ونضال الحياري هجوما على رؤساء وزراء ووزراء سابقين في استذكارهم للمرحلة التي سبقت مرحلة النسور والتطرق الى ملفات الفساد وبيع مقدرات الوطن، وهذا اوحى للبعض بوجود حرب تجري بالباطن مابين النسور وخصومه كان يستوجب الرد عليها من تحت القبة من قبل نواب محسوبين على الحكومة، بينما ذهب البعض منهم واثناء ما جاء بكلماتهم الى محاسبة النسور وحكومته من خلال ما طالبت به النائب انصاف الخوالده، بحكومة انقاظ وطني وكذلك ما طالب به محمد الرياطي في احالة النسور الى المدعي العام على اعتبار انه مجرم بحق المواطن وبذات الوقت فقد كشفت الخوالدة والرياطي عن علاقات مشبوهة ما بين النواب والحكومة فالخوالدة كشف عن شيكات مالية قدمها النسور للنواب من تحت الطاولة ورياطي كشف عن تلزيم مشاريع بقيمة 850 مليون دينار لاحد النواب دون ذكر اسمه بمشاريع الصخر الزيتي ومن جملة ما دار حوله من كولسات ما بين الحكومة والنواب خارج القبة فقد اتفق نفر من النواب الحاليين ونواب سابقين لاستجداء الحكومة لاعادة النظر بتقاعد النواب فراح عدد من النواب يستجدي الوزراء ورئيس الحكومة بابراز رسائل وجهت اليهم عبر الوتس اب عبر فيها النواب السابقين عن بؤس حياتهم وصعوبة حياتهم المعيشية ومنها قصة النائب سائق التاكسي الذي عبر عنه كل من محمد الحجوج ومحمد الظهراوي تحت القبة في حين هذا النائب يتقاضى راتبا تقاعديا من جهات اخرى، استخدم كورقة وحالة للتعاطف معها لحصول النواب على تقاعد مدني. وفي ذات السياق هددت كتلة وطن في خطابها تحت القبة الحكومة بعبارة جاءت مذيلة باخر سطورها (ولنا كلام اخر) حيث مهدت هذه التهديدات لمشاورات جانبية عقدها رئيس المجلس عاطف الطراونة واخرين من اعضاء الكتلة مع رئيس الوزراء عبدالله النسور في قاعات مغلقة خرج منها النواب مبتهجين (مبسوطين اخر انبساط) ودخلوا القبة وكأنهم حققوا انتصارا لم يعرف ما هو هذا الانتصار. الا ان البعض من النواب وصفه بالسحر واخرون قدر الاجتماع بوعود نحو مستقبل المجلس والحكومة في مسائل تتعلق بالمدد الدستورية في حل المجلس. ومن جانبها ايضا وجدت كتلة مبادرة النيابية نفسها منتصرة في حين حصلت من الحكومة على وعود في تحديد مصير ابناء الاردنيات من الجنسية والارقام الوطنية في كولساتها مع رئيس الوزراء واعضاء من الحكومة وكذلك الامر بالنسبة لكتلة الاتحاد الوطني في مطالب رئيسها محمد الخشمان وطموحات كتلته النيابية بفتح مجال التراخيص لبنوك جديدة وهو كما علمنا ومن مصادر قريبة من النسور تؤكد رفضه لطلب الخشمان من خلال اعتذار عريض على ذلك معلقا على الاسباب (فيما بعد).