بقلم : عبدالله محمد القاق
الحديث الملكي الجامع والتوجيه حيال القضايا الوطنية ، لم تغب عن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لدى لقائه كبير مراسلي – cnn –لدى ياته الى واشنطن ولقائه الرائيس الاميركي والقادة الاميركيين حيث سلط جلالته الضوء على مختلف القضايا الوطنية الراهنة وخاصة القضية الفلسطينية والوضع في سورية ودعم المواقف السعودية في مكافحة الارهاب ومختلف القضاياوالتي تدور في مخيلة الكثيرين حيث اماط جلالته اللثام عن معظم الموضوعات الراهنة والحساسة ليؤكد مواقف الاردن الثابتة والرؤية الثاقبة حيال كل القضايا التي تهم العالمين العربي والدولي وقضايا الاجئين السوريين في الاردن والوطن والمواطنين. فقدقال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : إن للأردن علاقات مع إيران، ولكن من الواضح أننا نشهد تدخلات إيرانية في اليمن وإفريقيا والعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، وننظر بعدم الارتياح لهذا الأمر.
وأضاف جلالته في مقابلة مع محطة (سي إن إن) أن رفع العقوبات عن إيران، وتسلمها 100 مليار دولار، مصدر قلق العديد من دول المنطقة وخارجها.وقال : لا بد من الربط بين الاتفاقية النووية وأداء إيران فيما يتعلق بالملفات الأخرى، ولذا أعتقد أنه سيكون هناك تقييم لأداء إيران، وعلينا أن نرى كيف سيتم ذلك.وتابع جلالته : أن الحرب على الخوارج، أي الخارجين عن الاسلام، هي حرب عالمية ثالثة بوسائل أخرى. إن الأمر لا يقتصر على داعش، بل يشمل كل تلك الجماعات الإرهابية من الفلبين وإندونيسيا وحتى مالي. كل هذه الجماعات متشابهة أينما توجد في العالم: داعش أم بوكو حرام أم الشباب أم النصرة، أينما توجد في العالم، كما قلت من آسيا وحتى القارة الإفريقية. هناك إما حرب شاملة أو حرب ضد عصابات مسلحة.
وتابع جلالة الملك: لقد قلت بأن الحرب على الخوارج، أي الخارجين عن الاسلام، هي حرب عالمية ثالثة بوسائل أخرى. إن الأمر لا يقتصر على داعش، بل يشمل كل تلك الجماعات الإرهابية من الفلبين وإندونيسيا وحتى مالي. كل هذه الجماعات متشابهة أينما توجد في العالم: داعش أم بوكو حرام أم الشباب أم النصرة، أينما توجد في العالم، كما قلت من آسيا وحتى القارة الإفريقية. هناك إما حرب شاملة أو حرب ضد عصابات مسلحة.
وهذا، كما ذكرت مرارا، كفاح دولي، يجمع أ تباع جميع الديانات إلى جانبنا كمسلمين في حربنا ضد الخارجين عن الإسلام.
ومثل هذه اللقاءات لجلالته الهامة والتي لقيت ارتياحا عربيا ودوليا كبيرين مع القادة الاميركيين تجسد رغبة جلالته في اطلاع كل ابناء الشعب العربي والاردني على الاستراتيجيات الجديدة والتوجهات المقبلة. هذه الأفكار التي طرحها جلالته تمثل الركائز الاساسية لقيام تعاون عربي ودولي و بناء، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي لدفع جهود تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين ودعم مكافحة . مشدداً جلالته بأن «الهوية الاردنية والوحدة الوطنية هما خط احمر» ولن نقبل او نُعطي المجال لنفر مهما كانت منابته ومشاربه وغاياته ان يخرب مستقبل الاردن!».
ولعلي هنا لا أخفي سراً، حول مواقف جلالته من المدينة المقدسة وشعبها الصامد ودفاعه عن حقوق المقدسيين والفلسطينيين كافة، ففي ذات يوم انحرفت اكبر الاشجار عمراً عن ساحة المسجد الاقصى، فما كان سدنة المسجد الا ان بدأوا يفكرون في أن حدثا ما من قبل بعض المستوطنين وقع لهذه الشجرة في اطار رغبة هؤلاء المستوطنين المتشددين باقتلاع الاشجار من امام هذا المسجد والتي تزينه وتظلله لاداء المصلين الصلوات في مختلف الاوقات.
وما ان علم الملك رعاه الله بهذه الحادثة لشجرة مزروعة في باحة المسجد الاقصى منذ اكثر من مائتي عام حتى بعث جلالته فريقا من الاختصاصيين لتقدير الموقف وفحص الشجرة والتأكد من عبث الصهاينة، وامكانية تقديم ما يلزم من اجل استمرارية ديمومتها، وهكذا كان مما ألهج ألسنة هؤلاء المختصين بالدعاء لجلالته بالعمر الطويل والمديد ليظل السند الحقيقي لهؤلاء الفلسطينيين.
وثمة مسألة اخرى، فعندما حاصرت مجموعة من الاسرائيليين، المصلين في المسجد الاقصى ذات جمعة ورفضت السماح لهم بالخروج من المسجد الاقصى أبدى جلالته اهتماماً كبيراً بهذه الحادثة فًأجرى اتصالات فورية مع القادة الاسرائيليين وأجبرهم على فك هذا الحصار الجديد والجائر على هؤلاء المصلين الذين تتواصل جهود هؤلاء الاسرائيليين لمحاصرتهم سواء في المسجد الاقصى او غيره من المساجد والتي يعبثون بها باستمرار دون وازع من ضمير، سوى المزيد من الاساءات للشعب الفلسطيني والمقدسات.
.. فهذه المواقف القومية والبطولية والتي استمعت اليها بشكل شخصي من سدنة الحرم القدسي الشريف ومن مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى حضروا احتفال تكريم جلالته بتقديم الدكتوراة الفخرية له من جامعة القدس انما تؤكد الموقف الهاشمي المؤيد لدعم القلسطينيين والقائم على اقامة الدولة الفلسطينية. ومؤازرة هذا الشعب في بناء دولته المستقلة والحرة!
والواقع ان حديث جلالته للصحافة الاميركية التي تحدث بها الى المجتمع العربي والدولي انما تؤكد الرؤى الوطنية والقومية لجلالته حيال كل القضايا العربي وخاصة قضية الاصلاح ومكافحة الارهاب وعدم السماح لايران بالاعتداء على جيرانها والتدخل في شؤن المنطقة ، الامر الذي يتطلب من الجميع العمل لتحقيق هذا التوجه الكبير لبناء وعصرنة الاردن والنهوض بالحياة السياسية، خاصة ونحن نواجه تحديات اقتصادية وسياسية تعتبر من الاولويات للاردن الذي حفل بانجازات كبيرة على مختلف الصعد، وفي مجالات متعددة بغية تجسيد هذه الهوية الوطنية الجامعة والتي تحتوي على جميع ابناء الوطن دون تمييز.
فنهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني على دوره الكبير في خدمة قضايا العدل والسلام ومكافحة الارهاب في المنطقة .