الشاهد - خاص
في مثل هذا اليوم من كل عام يتصدر أحمد الفار "المصري" المشهد، بالنيابة عن جميع الزملاء في مجموعة الشاهد الصحفية، بالتعبير عن المحبة الكبيرة والعفوية والأبوية لرجل كان له الفضل بعد الله تعالى على كل الموظفين الذين تجاوز عمر بعضهم في هذه المؤسسة الكبيرة 20 عاماً.
صخر أبو عنزة رئيس مجلس الإدارة أو كما نحب مناداته نحن "معلمنا"، لم يكن يوماً إلا زميلاً لنا، والداً وسنداً، لذا فإن هذه المشاعر التي يتصدى أحمد المصري في التعبير عنها في هذا التقليد السنوي الهام، نابع من قلب كل موظف في هذه المجموعة الاعلامية الأكبر في الأردن، والتي نشأت كأول مجموعة اعلامية في عهد المملكة الرابعة.
صخر هو صخر، لا يتغير مهما تقدم به السن لا يهم العمر الرقمي الذي وصل إليه، بل أن الدهاء الذي يميزه يزداد بعدد السنوات التي وصل إليها، روحه تبقى الأكثر شباباً، هامته الأكثر شموخاً، الأكثر أناقة وتألق، أبو "البرستيج" الحقيقي، لا يرضى إلا بأن يكون كل شيء على "الليبرة" ليس تكبراً بقدر ما هو طبع، تلك المسبحة التي بين يديه، الساعة والأهم "القرافة" التي من النادر أن يبدأ يومه بدونها، العصبية، النظارة الطبية التي لا يلبس سواها، مكتبه الذي يحوي الأسرار ويتسابق الكثيرون على زيارته.
صخر وله من اسمه نصيب، لم تثنيه الشداد، ولم يوقفه من وضعوا العراقيل أمامه، هذا الرجل الوطني ابن الأردن، الذي يرى بالسلط نموذجاً مصغر عن الأردن، فترى انتمائه لتلك البقعة من الأرض أكبر مما تتخيل، قد تجدها مبالغة، ولكنه يراها طريقته للتعبير عن حبه، فالسلط جامعة وهو كالسلط، لا يفرق بين مسلم ومسيحي، من شرق النهر أو غربه، اسلامي أو مدني، وحداتي أو فيصلاوي أو حتى مشجع سلطي، قريب من الكل، ويحب الكل، ولا يبخل بتقديم النصيحة.
في الاعلام لا أبالغ إن قلت عنه منارة أو أكاديمية متنقلة، فهو يملك من الدهاء الإعلامي ما لا يملكه آخر، ويفسر الأمور بطرق لا يمكن لأحد غيره أن يفعلها، يحمل الكثير من الأسرار والخبايا والكواليس ولا ينشرها لماذا لا تعلم، حساباته دائماً مختلفة.
صخر هو صخر، وفي لتقاليده، يصطحب رفيقة العمر في كل عام في تلك القاعة ومعه أولاده وأحفاده وصهره الطيب، لا لشيء إلا ليرد الرسالة بأطيب منها، فهو محب رغم عصبيته، ورقيق رغم صلابته، ومتواضع رغم كل ما وصل إليه، لم تبدله الأيام.
صخرنا ... كل عام وأنت أجمل وكل عام وأنت صلب وعسى أيامك كلها خير