أخر الأخبار

«الإسلاميون»

13-01-2016 12:24 PM

د.رحيل الغرايبة
يجب أن يدرك الإسلاميون عامة معالم المرحلة الجديدة واستحقاقتها المفروضة عليهم تنظيمياً وفكراً وأداءً، والمفروضة على المجتمع بكل اتجاهاته ومكوناته الفكرية والسياسية، والمفروضة أيضاً على الأنظمة والأحزاب الكبيرة التي مارست السلطة وأسهمت في تشكيل الواقع العربي ومآلاته. جماعة «الإخوان» وبعض الحركات الإسلامية استطاعت في بعض الأقطار العربية والإسلامية أن تقرأ المشهد بعناية ووقفت على حيثيات المرحلة، وتمكنت من إبداء المرونة الكافية في التعامل مع متطلباتها واستجابت لبعض استحقاقاتها بذكاء، ولذلك استطاعت الاحتفاظ بكوادرها، وبقيت متماسكة و محتفظة ببعض دورها السياسي المؤثر؛ كما حدث في المغرب وتونس بدرجة معقولة، وقبلهم في تركيا. ولكن الجماعة في أقطار أخرى عجزت عن التعامل مع الواقع الجديد، ولم تستطع قراءة المشهد السياسي، وغفلت تماماً عن متطلبات التغيير ووقفت عاجزة عن القيام بالدور المطلوب إزاء الاستحقاقات المفروضة عليهم بوضوح.. و الأثر الأكثر خطورة في هذا السياق، فيتمثل بإلحاق الضرر بحركات الإسلام السياسي، وإلحاق الضرر بالساحة السياسية بإجمال، بحيث يصبح العمل السياسي في ظل هذا المشهد البائس في غاية الصعوبة والتعقيد، وسوف يؤدي إلى إشاعة اليأس والإحباط خاصة لدى الشباب والأجيال الجديدة التي ترقب المشهد بعناية. الحل يكمن بالاستعداد الحقيقي لمرحلة ما بعد «الإخوان» التقليديين في كل الأماكن ، وربما يتمثل الاستعداد بالارتكاز على النقاط التالية: أولاً: أن تتوجه الجهود الحقيقية والكبيرة لإنقاذ الأوطان وبنائها، وليس لإنقاذ الجماعة، وإصلاح ذات بين قياداتها، لأن الإصرار على مبادرات إنقاذ الجماعة سوف يؤدي إلى ضياع مزيد من الوقت ومزيد من الجهود الضائعة والمبددة. ثانياً: أن يتوجه أصحاب الفكر الإسلامي إلى المشاركة الواسعة مع شعوبهم ومجتمعاتهم، وأن يتم البحث عن الأطر الوطنية الكبيرة التي تتسع لكل الوطنيين الغيارى، بغض النظر عن التوجهات الآيدولوجية، وجعل الإسلام إطاراً مرجعياً حضارياً للأمة كلها. ثالثاً : الإنصراف في كل قطر إلى الانخراط الحاسم في المشروع الوطني، وبناء الدولة المدنية، وضرورة تحقيق النجاح على هذا المستوى أولاً، قبل المناداة بالشعارات الكبيرة والمطالب البعيدة. رابعاً: التوجه الحاسم نحو العلنية والبعد عن السريّة بكل أشكالها وتجلياتها، والعمل من خلال مؤسسات الدولة والقوانين النافذة، والعمل على إصلاحها بطريقة سلمية متدرجة، بعيداً عن العنف والتطرف قولاً وفعلاً وفكراً وآداءً.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :