المحامي موسى سمحان الشيخ
غداة احتلال فلسطين في ظل تآمر غربي شامل واستخذاء عربي منقطع النظير رفعت الصهيونية العالمية شعارا شهيرا (ادفع دولارا تقتل عربيا) طبق الشعار بحذافيره واستشهد الاف العرب في داخل فلسطين ومصر وسوريا والاردن، اسرائيل عشق الغرب مع ان الغرب في اعماقه يكرهها ويعرف تماما عنصريتها، ليس هذا ما يريد هذا المقال قوله، الدولة العبرية من ساسها لرأسها كما يقول عامتنا وقولهم صادق لا يمكن ان تحيا في وسط معاد لها ورافض لها الا بقوة السلاح واستنهاض اشكال دائمة من العنصرية رغم ان حكومة نتنياهو كما تشير استطلاعات الرأي قعدت اغلبيتها داخل المجتمع الصهيوني ذاته، الاهم ان الصهاينة اعني الجمهور الاسرائيلي العرض بدأ يشعر بقوة بفقدان الامان وهذا بالتأكيد فعل الانتفاضة الاول بعد تعمقها ورسوخ اقدامها كلنا يدرك كما تدرك دولة العدو ان الامن الصهيوني امن مؤقت ومصطنع فالبارودة والتطرف لا يضعان امنا ولا يخلقان دولة طبيعية مثل بقية دول العالم العادية. موقع (والا) الاخباري لا يمزح لقد خرج بخلاصة احصائية مفاداها ان 18% من الجمهور الصهيوني لا يشعر بالامن نهائيا حتى امنه الشخصي تضرر جدا على حد قول الموقع العبري، اما النسبة الاهم والاوضح فتشير الى ان 43% من الجمهور يؤكد تماما بان امنه الشخصي والذاتي قد تضرر ايضا، فقط 29% يدعون بان امنهم تضرر قليلا، مقابل 9% يزعمون ان امنهم ما زال على حاله، هذا يعني في القراءة السياسية ان نتنياهو هو واليمين عامة بدأوا يفقدان شعبيتهم تماما وفي حال اعادة الانتخابات حاليا فان نتنياهو وسائر احزاب وقوى اليمين لن يربحوا المعركة فعليا، اما البشارة الحقيقية والتي لها علاقة مباشرة بهذه الاحصائية البائسة فهي ان انتفاضة شباب فلسطين والاقصى والقدس ورديفها الفعلي عرب 48 بدأت تفعل فعلها وتجبر الاحتلال على دفع ثمن عنصريته وتغوله والايام القادمة ستؤكد ذلك. على صعيد آخر ذي صلة فان 71% من الجمهور الصهيوني يرى فشل حكومته في مواجهة الانتفاضة التي يسميها التقرير العبري الارهاب الفلسطيني، شريحة بسيطة فقط، عينة لا يعتد بها ترى ان الانتفاضة الفلسطينية الباسلة جاءت ردا على سياسات نتنياهو ورهطه، ومع هذه النسب الواضحة المعالم التي تؤشر وتؤكد ذعر الجمهور الصهيوني، الا ان تحولا بنيويا خطير وراهنا يؤكد ان اليمين المتطرف سيحافظ على اغلبيته الحالية وهذا يعني استمرار الظلم والعسف الصهيوني بحرمان الفلسطينيين من ابسط حقوقهم الانسانية، هل رأيتم دولة في العالم تحرم الشهداء من ان يدفنوا على ارضهم بعد ان تهدم بيوتهم وينتزع وطنهم شبرا شبرا. نعرف ونحن نرى التفاعلات داخل المجتمع الصهيوني، ونرى بوادر الضعف السياسي والاقتصادي والكراهية المتنامية عالميا لدولة العدو حتى جزئيا لدى الغرب وامريكا، نعرف ان الصهيونية داخل فلسطين وتجسيدها القبيح اليوم نتنياهو ورهطه كما الصهيونية خارج فلسطين، نعرف انهما لن يسقطا الا بالمقاومة بشقيها وباسناد عربي سيشق طريقه عاجلا ام اجلا، شمس فلسطين بدأت تسطع ولن يخذلها غربال المتهافتين على الحلول الوهمية الكاذبة.