زاوية موسى سمحان الشيخ
لا يمكن الوثوق تماما بما يجري من تغييرات وحراكات تعم العالم العربي اليوم ولو بصورة مختلفة من قطر لآخر نعم هناك فوضى، وهي فوضى بعيدة عن المصطلح الأميركي الذي أطلق يوما المحافظون الجدد في أميركا ومن خلاله ضربوا العالمين العربي والإسلامي ضربا مبرحا سياسيا وإقتصاديا وحتى أخلاقيا نقول ضربونا ضربا مبرحا وما زالت حرائقه ماثلة في العراق والسودان والصومال وأفغانستان وأماكن أخرى، ويمكن القول أن فوضى العرب اليوم تختلف أيضا عن المصطلح الصيني الذي ساد العالم في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي أعني مقولة ماوتسي تونغ الشهيرة: "الفوضى تعم، العالم بخير" يومها كان لهذا المصطلح دلالات كثيرة لصالح الشعوب حيث كانت الصين يومها من دعاة ودهاقنة الثورة في العالم، وليس كما هي الآن التاجر الأكبر والمتخلي الأول عن شعارات رفعت يوما وصدقها الناس، وبين المفهومين للفوضى الأميركي الإمبريالي والصيني التقدمي كما كان يوما، تبرز الفوضى العربية فاليوم ولدى كل ثورات الربيع العربي وتحديدا في مصر وتونس وإلى حد ما في ليبيا واليمن، نرى صراعا حادا بين قوى كثيرة: إسلامية وقومية ويسارية وقوى شريرة مرتبطة بالخارج، صراع حاد ومرير بين هذه القوى يتعدى حدود البرامج والسياسات اليومية ليصل إلى حافة الإشتباك، فمعادلة ما بعد الإستقلالات العربية وما تلاها من أدعياء للثورية، أثبت الواقع والوقائع أن قسما كبيرا من قادتها ودعاتها لم يكونوا سوى قادة صغار وسماسرة وتجار حروب، فوضى إذن ولكنها تحاول هذه المرة ربما أن تكون عربية وللشعب بها حصة!!!