ا
لمحامي موسى سمحان الشيخ
احد اساليب العدو الصهيوني في الاستيلاء على فلسطين اعتماده على الهجرة بالاضافة للاستيطان واستخدام العنف الهستيري المقترن بالارهاب المنظم بالاضافة لرأس المال اليهودي والدعم الغربي المتواصل مستفيدا في تنفيذ سياساته على الضعف العربي المستشري والفرقة العربية الدائمة سيما الرسمي منها، ولو سمحنا لانفسنا بتناول اسلوب واحد، واحد فقط من اساليب الصهيونية في استيلائها على فلسطين وهو الهجرة، فانه يمكن القول ان الهجرة للكيان الصهيوني شهدت تراجعا مثيرا وملحوظا ففي هذا العام لم يصل عدد المهاجرين الصهاينة لفلسطين حسب التقديرات الاحصائية الصهيونية الا 23 الف مهاجر، بينما لم يتعد خلال السنوات العشر الاخيرة حاجز عشرين الف مهاجر ومعظمهم في المدة الاخيرة من صهاينة فرنسا وبالمقابل فان الهجرة المعاكسة للمهاجرين من دولة العدو للخارج تتراوح سنويا بين عشرة الاف لتصل الى اثني عشر الف مهاجر نتيجة للاوضاع الاقتصادية الخانقة التي تحياها دولة العدو والظروف الامنية المتردية ولعلنا نلاحظ ازدياد وتأثير الهجرة المعاكسة ابان حروب العدو الثلاثة ضد غزة وسيحدث الامر ذاته بالتأكيد مع اشتداد ساعد الانتفاضة المبشر بالاستمرار والفعالية والتعمق. ان استمرار رهان العدو الصهيوني على الهجرة وكما تشير الارقام آخذ بالتراجع والتآكل فمثلا عاد اكثر من 13% من المهاجرين الروس الى بلادهم مع ان الغالبية العظمى منهم لا يبدون ادنى اهتمام في الاندماج في المجتمع الصهيوني ولا يعتنقون الثقافة اليهودية بحذافيرها، بوصولهم لدولة العدو لم يتوفر لهم المستوى الاقتصادي والمالي الذي جاؤوا من اجله بفعل الدعاية الصهيونية المغرضة التي تصور دولة العدو لليهود وسواهم على انها جنة الله على الارض، فما يحصل عليه ابناء المهاجرين الروس تعليما مثلا لم يتجاوز 30% داخل فلسطين المحتلة بينما يحصل 60% من ابناء هؤلاء على تعليم اكاديمي رفيع وينطبق الامر نفسه على المهاجرين الفرنسيين، فالمهاجر الذي جاء بحثا عن حياة افضل وعلى كافة المستويات وفي ذهنه الحلم اليهودي المريض، يصطدم بالواقع المرير بعد ان يكون قد وقع في المصيدة. تحاول دولة العدو الصهيوني كعادتها الاصطياد في الماء العكر واستغلال مآسي البشر عامة وخاصة اليهود، رهانها خلال العام الاخير استقدام صهاينة اكثر كان على الاوكرانيين والفرنسيين، خيبة امل شديدة اصابت اجهزة الهجرة الصهيونية حينما لم يصل من يهود فرنسا في عام 2014 سوى سبعة الاف مهاجر وكانت الخيبة في هجرة يهود اوكرانيا اشد بؤسا. صفوة القول ان استمرار الهجرة لدولة العدو هي في تراجع مستمر نتيجة لسياسات دولة العدو العنصرية والتي تفاقمت مؤخرا بشكل هستيري غير مسبوق، لقد بدأت الصهيونية تفقد بريقها للمخدوعين بها، وظهرت على حقيقتها تماما، الهجرة في المدة الاخيرة لدولة العدو كما اتضح من الارقام السابقة هي موجة عابرة، وكلما ازداد الوعي العربي والفلسطيني باهمية استمرارية الصراع ضد هذه الظاهرة المعاكسة لحركة التاريخ كلما تضاءلت الهجرة واضمحلت تماما.