الشاهد -
الشاهد - فريال البلبيسي
سليمان: ابنائي الثلاثة يعانون من اعاقات ولا اتمكن من رعايتهم
بسمة: ابنتي تعاني من اعاقة عقلية وشقيقة زوجي ضعف بالبصر وشلل بالاطراف
فقر وجوع وعوز كلمات لها معاني تدمي قلوب اهل الخير لما لها من وقع مؤلم على كل من في قلبه ذرة خير ورحمة ولكن ما يؤجج الفؤاد هو ان يزداد على الواقع المرير الذي ذكرناه ان يكون لهذه الاسر الفقيرة ابناء من ذوي الاعاقات العقلية.
الشاهد ومن خلال متابعتها المستمرة لحالات الاسر المستورة والعفيفة والتي تعيش ظروف اقتصادية سيئة ولديها ابناء من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحتاج الى يد رحيمة لتأخذ بيد هؤلاء الابناء لتساندهم مع عائلاتهم لتخفيف العون عليهم.
هذه الاسر التي طرقت بابها الشاهد كانت من منطقة عوجان قضاء الرصيفة.
الحالة الاولى
كانت تجلس وهي شاردة الذهن في جمعية زكريا الخيرية في منطقة عوجان سألتها عما يدور في خيالها وعن احوالها ايضا فاجابتني ماذا تقول بأمرأة تعيش حياة الكفاف ولديها ابنة تعاني من اعاقات عقلية شديدة وبحاجة لامور عديدة ولا استطيع ان البي احتياجاتها.
وكذلك تعيش عندي شقيقة زوجي وهي ايضا لديها اعاقة عقلية وجسدية وتعاني ايضا من ضعف شديد بالبصر هذه الظروف التي اعيش بها جعلتني امرأة تعيسة وكرهت ظروفي واحوالي.
هكذا بدأت السيدة بسمة ابراهيم موسى خليل حديثها، قالت ابنتي شروق محمد الصاوي عمرها 8 سنوات وتعاني من اعاقة عقلية شديدة وبحاجة الى رعاية من قبلي ولا استطيع تركها ابدا فهي تؤذي نفسها اذا تركت لوحدها وقد جعلت مني امرأة مقيدة ليلا نهارا واخاف عليها من نفسها كذلك فهي لا تستطيع رعاية نفسها فانا اطعمها واقوم على خدمتها في كل شيء واكدت بسمة بانها تتقاضى على ابنتها مبلغ 30 دينارا شهريا من قبل التنمية الاجتماعية لكن هذا المبلغ لا يكفي ابدا وناشدت الام الحزينة التنمية الاجتماعية بتوفير مركز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة لتشغل ابنتها وقتها وتتعلم من المركز الكلام وامور اخرى، لتستطيع في المستقبل خدمة نفسها واكدت بسمة في حديثها بان ميساء شقيقة زوجها وعمرها 30 عاما تعاني هي ايضا من اعاقة باطرافها العلوية والسفلية وكذلك من ضعف شديد بالبصر وهي ايضا بحاجة الى رعاية كاملة كونها لا تستطيع هي الاخرى خدمة نفسها مؤكدة بانها تأخذ من التنمية الاجتماعية راتبا شهريا لكن الراتب رمزي جدا ولا يكفي لسد الاحتياجات في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.
وطالبت بسمة توفير مركز تعليمي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة لتعلم ضروريات الحياة لشقيقة زوجها.
وقالت لقد تعبت جدا من رعاية ابنتي وشقيقة زوجي ورعاية وخدمة عائلتي وبيتي وانا مقصرة جدا برعاية ابنائي الاخرين لان رعايتي ووقتي كله لشروق وميساء فقط اما الاخرين فانا لا وقت عندي لهم.
وناشدت الام وزارة التنمية الاجتماعية مراعاة ظروفها الصعبة وتوفير مركز رعاية وتعليم ذوي الاعاقات العقلية.
الحالة الثانية
الوالد قهرته الديون واثقلته الهموم بعد وفاة زوجته وتركت ابناءها الثلاثة المصابين باعاقات عديدة.
الشاهد زارت منزل سليمان نمر محمود 45 عاما وتحدث مقهورا حزينا عن ظروفه المعيشية الصعبة.
قال سليمان كانت اموري الحياتية جيدة بالرغم من ان الله ابتلاني بثلاث ابناء يعانون اعاقات مختلفة ولكن ما خفف مصابي هو وجود امهم ورعايتها لهم واعطائها الحب والحنان والعطف وما يطمئنني ويثلج صدري هو انني متأكد انه لا حب ولا عطف اكثر من الام لابنائها وصدمت قبل عام بواقع مرير احزنني جدا هو مرض زوجتي الذي حطم حياتي وامالي وجعل مني رجل مشلول عن التفكير في كل اموري وعلمت بمرضها مدى الجهد التي كانت تبذله لابنائي المعاقين وما حطمني اكثر واكثر هو موتها فبعد وفاتها اغلقت عملي الذي كان يطعم ويعيل عائلتي وجلست بالقرب من ابنائي وادركت مدى الجهد التي كانت تبذله المرحومة من اجلهم.
ولدي احمد سليمان 24 عاما ويعاني من شلل دماغي وشلل حركي وبحاجة الى رعاية حثيثة ليلا نهارا واسماء 23 عاما فهي عمياء كفيفة وبحاجة الى من يأخذ بيدها وبحاجة الى رعاية ايضا ومنار 24 عاما عاما تعاني من قصر بالقامة شديد.
وأكد الوالد بان ابناءه لا يأخذون من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية ولا من التنمية الاجتماعية وكذلك ناشد التنمية الاجتماعية بتوفير مركز رعاية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لوضع ابنائه بالمركز للتعلم واشغال وقتهم ببرنامج تفيدهم بالمستقبل ولكي يستطيع والدهم مواصلة عمله من اجل توفير لقمة عيش لعائلته موضحا ولا امرأة تستطيع خدمة ابنائه وتوفير حياة جميلة مثلما كانت والدتهم تفعل لهم لهذا فانا اناشد وزارة التنمية الوقوف الى جانب ابنائه المرضى والذي هم بحاجة الى يد رحيمة تقف الى جانبهم وتساندهم.