الحجاج في منى "مدينة الخيام الكبرى في العالم" لقضاء يوم التروية
26-06-2023 08:56 PM
الشاهد - فاضت شوارع منى، الاثنين، التي تعد أكبر مدينة خيام في العالم، بالحجاج من الجنسيّات كافّة لقضاء يوم التروية، بعدما سمحت السعوديّة للمسلمين بأداء الفريضة هذا العام من دون أيّ قيود على عدد الحجّاج وأعمارهم.
وبدأ أكثر من 1.6 مليون حاج بالتدفق من مدينة مكة المكرمة باتجاه منى الاثنين، في أجواء شديدة الحر.
وتقع منى في واد تحيط به الجبال الصخرية، على بعد حوالى سبعة كيلومترات من المسجد الحرام، وتتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج.
ويتميز مشعر منى بالخيام البيضاء، وحصل سابقا على جائزة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مدينة خيام بالعالم، وتتوافر فيها العديد من الخدمات منها قطار المشاعر، ومخيمات سكن الحجاج، ومنظومة نقل، وتموين، ومنظومة كهرباء متكاملة، وشبكة طرق مترابطة، وفق وزارة الحج والعمرة السعودية.
وعادةً يقضي الحجاج في منى يوم التروية الثامن من ذي الحجة ثم يعودون إليها لقضاء يوم النحر العاشر من ذي الحجة وأيام التشريق الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.
يوم التروية
ويتوجه الحجاج في الثامن من ذي الحجة إلى منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - محرمين على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين -.
ويستحب التوجه قبل الزوال - أي قبل الظهر - فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم.
والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، ومن الأعمال في هذا اليوم أن الحاجّ المُتمتع يستحب أن يُحرم من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة.
ويقوم الحاج في يوم التروية بالاغتسال، والتطيّب، وبما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات، وعقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّا)، وإن كان الحاجّ خائفا من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحجّ، فإنّه يقول: (فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني)، وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول: (لبَّيْكَ حجّا عن فلانٍ، أو عن فلانة)، ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: (لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
موقع منى
ويعدّ مشعر "منى" أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ذا مكانة تاريخية ودينية، ويشتهر بمعالم أثرية وأحداث تاريخية.
ويقع داخل حدود الحرم بين مكة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام. كما يتضمن مشعر منى امتداد "عين زبيدة" بالإضافة إلى مجموعة من الآبار القديمة ومنها بئر كدانة.
ويشتهر "منى" بالأسواق التاريخية الموسمية، ومنها "سوق العرب" الذي سمّي بهذا الاسم لأن أغلب حجاج العرب كانوا يقومون بعرض بضائعهم في هذا السوق، بدءا من اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر، كذلك يوجد في المشعر شارع الجوهرة ووادي محسر.
الجمرات
من أبرز معالم مشعر منى، الجمرات أو الشواخص الثلاثة التي تُرمى، والموجودة في جسر الجمرات، تتواجد الجمرات الثلاث في بطن وادي منى وهي الآن ضمن منشأة جسر الجمرات.
وترمى بداية يوم النحر الجمرة الكبرى فقط بسبع حصيات، وفي أيام التشريق تُرمى كل جمرة بسبع جمرات بدايةً من الصغرى ثم الوسطى، ثم الكبرى.
ويستطيع الحاج أن يرميها في أي طابق من طوابق جسر الجمرات.
وتتكون منشأة الجمرات من أربعة طوابق متكررة، إضافةً إلى الدور الأرضي، ويصل عرضها إلى 80 مترا مع وجود 12 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، مما يقلل من نقاط الازدحام ويرتبط جسرها بمخيمات الحجاج.
مسجد الخيف
هو أحد المساجد في مشعر منى، ويسمى "الخيف" بفتح الخاء وسكون الياء، نسبةً إلى ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، حيث حظي بعدة ترميمات على مرّ القرون الإسلامية، وظلت عمارته قائمة وتوسعت، لتصل مساحته إلى 13 ألف متر مربع؛ ليصبح بذلك ثالث أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام ومسجد نمرة.
وزُود المسجد بجميع المستلزمات من إضاءات وتكييف، ويضم أكثر من ألف دورة مياه، و3 آلاف صنبور للوضوء، كما تنظم فيه مجموعة من البرامج، والأنشطة الدعوية خلال أيام الحج.
يطلق عليه البعض اسم "مسجد الأنبياء"، وذلك لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء -عليهم السلام - صلوا فيه، ورُوي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "صلّى في مسجد الخيف سبعون نبيا"، واكتسب المسجد أهميته عندما خطب فيه الرسول الكريم في حجة الوداع عندما كان في منى في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويعدّ من المساجد الأثرية، ويقع على سفح جبل منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى، وفيه أربع منارات.
مسجد البيعة
يطلق عليه أيضا مسجد العقبة، وذلك لأنّ أرضه تمت عليها أول بيعة في الإسلام، حيث اجتمع فيها 12 رجلا من الأنصار (الأوس والخزرج) لمبايعة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم، وهم وفد من يثرب قدموا من أجل مبايعة النبي الكريم ومعاهدته على نصرته، وفي عام 144هـ بنى أبو جعفر المنصور هذا المسجد، ويبعد عن الجمرة الكبرى حاليا بمقدار كيلو متر تقريبا.
جبل ثبير
جبل موجود على سفحه الآن أبراج منى وخيام الحجاج، وهو أحد المواقع التاريخية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.