أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك جمعة حماد .. بدوي في شارع الصحافة - بورتريه

جمعة حماد .. بدوي في شارع الصحافة - بورتريه

23-06-2023 10:07 PM
الشاهد - كتب : هشام عودة



ظلت كلمة "الحاج" تسبق اسمه في العلاقة التي ربطته مع زملائه في الوسط الصحفي، حتى يمكن القول أن جمعة حماد هو أحد ابرز الأسماء في المشهد الصحفي الأردني في النصف الثاني من القرن العشرين .

ارتبطت علاقته الأولى بالصحافة مع الراحل محمود الشريف حين اشتركا معا عام ١٩٦٠ بتأسيس جريدة المنار التي ظلت تصدر في القدس حتى مطلع آذار ١٩٦٧ ، وصار جمعة حماد مديراً لها، ليصبح في الوقت نفسه المحرر المسؤول لمجلة الأفق الجديد عام ١٩٦١ ، وهي المجلة الأدبية التي تبنت المواهب الثقافية في الضفتين، لينتقل بعد ذلك إلى عمان ويسهم في تأسيس جريدة أخبار اليوم للفترة من ١٩٦٢.١٩٦١.

عاد إلى القدس وتسلم موقع رئيس التحرير المسؤول لجريدة المنار، قبل أن يصبح مديراً عاماً للمؤسسة حتى عام ١٩٦٧، حين تم دمج الجريدة مع جريدة فلسطين لتصدر عنهما جريدة الدستور في عمان، ويظل رئيسا لتحرير الدستور منذ صدور عددها الأول نهاية آذار ١٩٦٧ وحتى عام ١٩٧٣ ، لينتقل في العام ١٩٧٤ الى جريدة الرأي ويصبح مديراً عاماً ورئيساً لمجلس إدارة المؤسسة حتى عام ١٩٨٦، وهو أحد مؤسسي نقابة الصحفيين الأردنيين .

جمعة حماد المولود في قرية عوجا الحفير عام ۱۹۲۳ بدوي ينتمي إلى قبيلة الترابين التي كانت تنتشر في منطقة بئر السبع، قبل أن تتسبب النكبة بتشريد عدد كبير من أبنائها، وقد أنهى الثانوية العامة في مدارس مدينة غزة عام ١٩٤٣ ، وكان له دور في تأسيس جبهة شباب بئر السبع لمقاومة الاحتلال، ويعرف جمعة حماد أن سلطات الانتداب البريطاني أقامت في مسقط رأسه عوجا الحفير» معتقلا صحراويا زجت فيه بقادة الحركة الوطنية ورموزها الذين نشطوا في مقاومة سلطات الانتداب وحلفائها من العصابات الصهيونية. عمل جمعة حماد قبل أن ينتقل نهائيا للوسط الصحفي مديرا لمكتب المؤتمر الإسلامي في القدس واستمر في موقعه من عام ١٩٥٤ وحتى عام ١٩٦٠.

عمله في الصحافة، فتح أمامه أبواب العمل السياسي، وصار له مقعده في صالونات النخب السياسية في عمان، ولعل أول موقع سياسي شغله أبو أسعد كان عندما تم اختياره عام ۱۹۷۱ عضوا في مجلس الأعيان وصار نائبا لرئيس المجلس عدة مرات، كما تم اختياره في تشرين الأول من عام ۱۹۷۲ عضوا في اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الوطني، ليصبح بعد خمسة أشهر أمينا عاما لهذا الاتحاد، بعد انتقال أمينه العام عدنان أبو عودة لرئاسة الديوان الملكي، ليتم اختياره في عام ۱۹۷۸ عضوا في المجلس الوطني الاستشاري، وفي مطلع التسعينيات عضوا في اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني.

تسلم جمعة حماد حقيبة وزارة الثقافة بعد التعديل الأخير على الحكومة الأولى للدكتور عبد السلام المجالي في صيف عام ١٩٩٤ ويستمر في موقعه حتى مطلع عام ١٩٩٥ ، وهي الحكومة التي وقعت على اتفاقي وادي عربة في تشرين الأول ١٩٩٤ وأثارت موجة من الرفض الشعبي ضد الاتفاقية، لينهي أبو أسعد حياته السياسية والمهنية حاملا لقب «معالي».

بعد حوالي الشهرين لمغادرته منصبه الوزاري، ذهب جمعة حماد في زيارة إلى بعض أهله ومسقط رأسه في جنوب فلسطين، ويشاء القدر أن يسلم أبو أسعد روحه في تلك الزيارة وعلى تلك الأرض التي أحبها ، ويدفن في ارض فلسطين في آذار ١٩٩٥.

البدوي الذي تسلم مواقع صحفية وسياسية رفيعة، لم يتخل عن سلوكه البدوي»، فظل بسيطا طيبا، لم يغادر رأسه الشماغ والعقال، الذي صار جزءا من شخصيته ودافع عن مواقفه التي ظل يعتقد أنها صحيحة حتى يومه الأخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :