بقلم : عبدالله محمد القاق
التحالف الاسلامي الذي أعلن عنه ولي ولي العهد السعودي، يضم خمساً وثلاثين دولة بقيادة السعودية، يضاف إليها إندونيسيا يشكل غاية في الاهمية لمحاربة الارهاب او منظمة ارهابي وسيكون مقره الرياضي وهو سيعمل عبر تنسيق ودعم جهود الدول أمنياً ومعلوماتياً وتطوير الأساليب التي تحارب الإرهاب. الحلف في تقدير المراقبين يمتلك مقومات بشرية وعسكرية ضخمة، إذ يشمل مليارا وواحدا وثلاثين مليون نسمة من خمس وثلاثين دولة، بينهم أكثر من أربع ملايين عسكري، وأكثر من خمسة ملايين جندي احتياط. وهؤلاء يمكنهم استخدام أكثر من 2500 طائرة حربية، من ضمنها مقاتلات وقاذفات صواريخ والطائرات الاعتراضية، إضافة إلى ما يقارب من إحدى وعشرين ألف دبابة متنوعة المواصفات وأربعمئة وواحد وستين مروحية، وأكثر من أربعة وأربعين ألف مركبة قتالية أي مدرعات. كما أن هذا التحالف يضم دولة نووية هي باكستان. ويمكن القول ان التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية بوجه عام، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، فرضت حاجة ملحة إلى تكوين تحالف إقليمي ودولي يعمل على مكافحة الإرهاب بكل صوره؛ سواء الإرهاب الفكري وتطرف الخطاب الديني أو الإرهاب المادي الذي يستبيح دماء المعصومين ولا يفرق بين الشيوخ والأطفال والنساء والشباب، لذلك فإن ما يشهده المجتمع الإسلامي من حرب شنعاء، الغرض منها المساس بالإسلام الوسطي ووصفه بما ليس فيه، لا بد أن يواجه بكل قوة وحزم، فليس الإرهاب «داعش» فقط؛ بل صور العنف كافة المبني على أساس ديني تمثل في ذاتها نموذجا للإرهاب. وقد استطاعت المملكة العربية السعودية، بما لها من مكانة ودور ريادي في المنطقة العربية والإسلامية، أن تدعو إلى تحالف إسلامي عسكري ضد الإرهاب، سرعان ما حظي بالقبول والتلبية السريعة من قبل (35) دولة سعيا من أجل مكافحة الإرهاب بشكل جماعي وبإطار تنظيمي أكثر فاعلية من تلك الجهود الفردية. ولا شك في أن تبني هذا التحالف من قبل المملكة العربية السعودية كدولة كبيرة تحظى باحترام كامل من الدول كافة سينعكس بأثره الإيجابي في مواجهة هذا التحدي الخطير، وخاصة في ظل ما سيوفره هذا التحالف من دعم مادي وتقني وبشري على المستويات كافة، ولعل اختيار الرياض مقرا لمركز العمليات من شأنه أن يضفي نوعا من الفاعلية على هذا التحالف. ولكن التساؤل المهم الذي يبحث عن إجابة يكمن في مدى كفاية القوة العسكرية لمواجهة الإرهاب؟ فإذا كان التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب يعد خطوة جيدة نحو المكافحة الفاعلة التي تحتاج تضافر الجهود والتعاون المثمر لإيجاد حل حاسم للإرهاب بصوره كافة، فإن هذا التحالف في حقيقته يمثل مواجهة ضد الإرهابيين وليس الإرهاب. بمعنى أن التحدي الحقيقي هو اقتلاع الأفكار الشاذة من جذورها، وهذا يقتضي إبراز الخطاب الديني المعتدل، وتغيير نمط الوسائل الإعلامية التي أصبحت لا تتناسب مع تطور العصر في ظل التقنيات الحديثة من وسائل تواصل اجتماعي تتنوع من خلالها الأفكار والرؤى، فضلا عن إعطاء مساحة واسعة للشباب للتعبير عن الرأي والرد على تساؤلاتهم من دون استخفاف لعقولهم؛ بل تشجيع الشباب على إبراز مكارم الأخلاق وسلوكيات المسلم الحقيقي ونبذ العنف، وإعطائهم مساحة إعلامية مناسبة. المطلوب مواجهة الإرهاب، ليس فقط بالقوة العسكرية كوسيلة ردع علاجية؛ بل يجب أن يسبق ذلك أو يتزامن معه عدة وسائل أخرى وقائية. رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية