الشاهد -
الشاهد - فريال البلبيسي
ما أصعب المرء إذا إبتلاه الله في مرض لأحد أبنائه وفلذة كبده ويرى إبنه تسوء أحواله ويقف عاجزا مهزوزا لا يستطيع مساعدته بسبب سوء أحواله المادية.. جاءت لصحيفة الشاهد أم مراد وكانت بحالة نفسية سيئة وعيناها تدمعان من الحرقة على فلذة كبدها فقد ضاقت ذرعا من الأبواب التي طرقتها دون أن تجد حلا على وضع ولدها.. فالوقت ليس لصالح ولدها أبدا، فهو مهدد بفقدان البصر. قالت الأم الثكلى ولدي مراد يوسف سليم قبلان الخلايلة وعمره 16 عاماهو ما تمنيته في هذه الدنيا فهو شاب كل الصفات المثالية فيه لكن أصيب وهو بالصف الأول "بمرض الرمد بعينيه" وقمت بمعالجته عند العديد من الأطباء ولكن ساءت عينيه بدل من أن يتحسن على العلاج ومنذ ذلك الوقت وانقلب حالنا بسبب إصابة ولدي بعينيه ووصل المرض إلى أن أصيب "بشبكية وقرنية العين" وتمت معالجته في مستشفى البشير ثم مستشفى المدينة الطبية وأجمع الأطباء بأن مراد بحاجة إلى قرنية لعينية الإثنتين وقمنا بتسجيل دور من أجل زرع قرنية لولدي منذ أكثر من ثمان سنوات ولغاية الآن لم يتم زرع القرنية لولدي، وعندما سألت الدكتور المتابع لحالته في مستشفى البشير أخبرني أن الدور والأولوية لزرع القرنية يأتي للمريض المدني وفي مستشفى المدينة الطبية أخبروني الأولوية تعطى للعسكري ولأبناء العسكري المحتاج للقرنية، وأنا منذ سنوات محتارة من أجل القرنية وولدي أصبح لا يرى إلى القليل القليل وأنا وولدي ضايعين ما بين البشير والمدينة الطبية والخاسر الوحيد ولدي.. وناشدت أم مراد الجهات المسؤولة إنقاذ ولدها من فقدان البصر وخصوصا أن حالته النفسية ساءت جدا بسبب شعوره بأنه سيفقد البصر إنني إبكي ويشتعل قلبي نارا عند رؤيته صامتا وأرى في عيونه حيرة وألم، وأقول للأطباء ووزارة الصحة والمسؤولين عن القرنيات أنقذوا ولدي الشاب من الظلمة والعتمة التي سيعيش فيها للأبد.. وبكت أم مراد بحرارة على ولدها إبن 16 عاما الذي بدأ حياته بالحيرة والحزن عندما يتذكر مصيره المعتم.. وبدورنا نقول أن مراد بحاجة ماسة إلى قرنية ليستطيع مواكبة حياته كأي إنسان عادي وخصوصا بأنه لم يكمل دراسته بسبب معاناته المرضية في عينيه.