الشاهد - عربي بوست
تبدّل خطاب وسائل إعلام غربية حيال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ظهور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البلاد، والتي تفوَّق فيها أردوغان على منافسيه، وسجلت نسبة مرتفعة من المشاركة في التصويت.
بعض وسائل الإعلام الغربية كانت قد هاجمت الرئيس التركي قبل بدء الانتخابات التي جرت يوم 14 أيار 2023، وأطلقت عليه أوصافاً عدة، مثل "المستبد"، و"الطاغية"، وتحدثت عن تخويف الناخبين، قبل أن تعدِّل من خطابها وتتحدث عن انتصار أردوغان وإثبات نفسه من جديد أمام الشعب التركي والعالم.
هنا.. نرصد لكم كيف غيّرت وسائل إعلام غربية من نبرتها حيال أردوغان والانتخابات التركية.
مجلة دير شبيغل الألمانية
: قبل الانتخابات:
نشرت المجلة الألمانية، قبل بدء الانتخابات، مقالاً حذرت فيه من فوضى قد تشهدها تركيا سببها قرارات قد يتخذها أردوغان، وأشارت إلى أنه قد لا يقبل الهزيمة، ولوحت باحتمال أن يحاكي أردوغان "سيناريو الفوضى".
أظهرت المجلة في أحد أغلفتها الهلال العثماني ورمز الدولة التركية مكسوراً، بجانب عرش محطم يجلس عليه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
كما اعتبرت المجلة أن أردوغان و"بسبب قمعه لمنتقدي الحكومة"، فإنه تسبب بتخويف المستثمرين، وقالت أيضاً إن تركيا تفتقر إلى رأس المال لإقامة مشاريع البنية التحتية الجديدة، وذلك بالمخالفة للواقع، فقد تزامنت مزاعم المجلة مع تنفيذ الحكومة لعملية إعادة إعمار كبيرة في المناطق التي ضربها الزلزال بتركيا.
بعد نتائج الانتخابات:
غيرت المجلة من خطابها حيال أردوغان بعد ظهور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، ونشرت مقالاً بعنوان: "كل شيء تقريباً يتحدث باسم أردوغان"، وأشارت خلاله إلى أن نتائج الانتخابات أظهرت أن أردوغان لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة.
لفتت المجلة إلى أن نحو 30٪ من الناخبين المؤيدين لأردوغان يقفون معه دون قيد أو شرط، كما أنهم يثقون به ويعتقدون أنه سيقود البلاد لمستقبل جيد، وفي خلاف آخر لخطابها قبل الانتخابات الذي تحدثت فيه عن أردوغان وأزمة الاقتصاد، أوضحت المجلة أن الأزمة الاقتصادية، والزلزال وما صاحبه من انتقادات للحكومة، لم تؤثر على حصول أردوغان على الأصوات.
صحيفة التايمز البريطانية
: قبل الانتخابات:
شبهت صحيفة "التايمز" البريطانية أسلوب حكم أردوغان بأسلوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصدّرت الصحيفة حالة من الفزع بالتحذير من الفوضى بتركيا بسبب أردوغان.
كذلك نشرت الصحيفة قبل 10 أيام من بدء الانتخابات يوم 14 مايو/أيار 2023، مقالاً تحدثت فيه عن أن أردوغان قد يفتعل الفوضى بالبلاد إذا خسر، وزعمت أنه في حال فشل بالفوز فقد يتبع نفس تكتيكات بوتين للبقاء في السلطة، دون أن تقدم المعطيات التي اعتمدت عليها للوصول لهذا الاحتمال.
كانت صحيفة "التايمز" قد قدمت صورة إيجابية عن منافس أردوغان، كليجدار أوغلو، قبل الانتخابات، وركزت على أن استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تتحدث عن تفوق كليجدار.
بعد نتائج الانتخابات:
أشارت صحيفة "التايمز" إلى أن كليجدار أوغلو تخلى عن شخصية الوالد التي كان يظهر بها، وهو يرسم شعار القلب بأصابع يديه أمام أنصاره، وذلك من أجل استقطاب أصوات المترددين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
تحدثت الصحيفة عن أن تخلّف كليجدار في الجولة الأولى جعله يتحوّل إلى قومي متشدد يتحدث عن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
مجلة "الإيكونوميست" البريطانية
: قبل الانتخابات:
قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا، وضعت مجلة الإيكونوميست غلافاً لصفحتها على تويتر، يتضمن دعوة صريحة لضرورة رحيل الرئيس التركي أردوغان، والتصويت لمعارضيه، و كتبت على الغلاف: "أردوغان يجب أن يذهب"، واعتبرت أنه "كلما طال بقاء أردوغان في السلطة، زاد استبداده".
زعمت المجلة أن أردوغان استولى على مؤسسات الدولة، وأحكم قبضته عليها، ودعت المجلة صراحةً القادة الغربيين إلى أن يُظهروا انزعاجهم من أردوغان قبل الانتخابات.
وكالة بلومبيرغ الأمريكية
: قبل الجولة الأولى من الانتخابات، قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية إن أردوغان يواجه ناخبين غاضبين من سنوات "الفوضى الاقتصادية"، وذكرت أن المزاج السائد بين العديد من الناخبين الأتراك ضد أردوغان، من الممكن أن يحبط محاولة إعادة انتخابه.
مجلة نيوزويك الأمريكية
: وصفت المجلة الأمريكية أردوغان بالرجل الاستبدادي والسلطوي في مقال رأي، وشبهته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم عادت ونشرت مقالاً يوم 16 مايو/أيار 2023، حمل عنوان: "توقفوا عن وصف أردوغان بالديكتاتور، فالمستبدون لا يذهبون إلى جولات الإعادة".
المقال لفت إلى أن الليبراليين ووسائل الإعلام الغربية لا يؤمنون بالانتخابات التركية، وأوضح أن تنديد وسائل الإعلام الغربية بالانتخابات التركية، ووصفها بأنها "مزورة"، ووصم أردوغان بالديكتاتور، لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالعملية الانتخابية في المستقبل.
وبالطبع.. صحيفة لوفيغارو الفرنسية
: قبل الانتخابات:
تحدثت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عما اعتبرته معطيات تشهدها تركيا "تثير مخاوف من استراتيجية الفوضى لترويع الناخبين"، وطرحت الصحيفة تساؤلاً: "هل سيكون أردوغان قادراً على القبول بفقدان عرشه؟".
بعد نتائج الانتخابات:
الحديث عن ترويع الناخبين غاب في خطاب الصحيفة بعد نتائج الانتخابات، بل أشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات شهدت نسبة مشاركة تاريخية قاربت 90٪، واعتبرت أن هذا يظهر الإيمان الراسخ لدى الشعب التركي بأنّ التغيير ممكن عبر صناديق الاقتراع.
ذهبت الصحيفة لأبعد من ذلك، وقالت: إن "ارتياب الإعلام في أوروبا من جنون يعتمد على الاحتمال الكبير بحدوث نكسة لأردوغان كان يتناسى ثقل الشباب المتدين الذي ينتمي لهوية لا تؤمن بالمعايير الغربية".