الشاهد -
الشاهد -فريال البلبيسي
"لا أريد إلا عيني" بهذه الكلمات المؤثرة والمعبرة وصف الطفل محمد حالته التي يعيشها هذه الأيام جراء فقدانه لنظره إثر إصابته بعيار ناري طائش في أحد الأعراس وأكد والد الطفل شفيق محمد أنه لن يتنازل عن حق إبنه مهما حصل. الحادثة.. بتاريخ 28/9/2012 وفي الساعة 6 مساء يوم الجمعة كان الطفل محمد واقفا مع رفاق الحي ينظرون للجاهة وأصيب الطفل محمد برصاصات عديدة من مسدس "بمباكشن" في جميع أنحاء جسده وأصيب أيضا بعينيه ونقل على أثرها إلى مستشفى إبن الهيثم.. وعن تفاصيل هذه الحادثة والتي أصبحت ظاهرة مؤلمة وبات العديد من المواطنين عدم الذهاب لهذه المناسبات خوفا على أبنائهم وأنفسهم.. المصاب.. محمد شفيق درويش عمره 13 عاما وهو في الصف السابع.. قال أبو محمد أريد أن أبدأ حديثي لا أعلم لماذا لا يتخذ إجراء حازم ورادع ضد الذين يطلقون الأعيرة النارية بالأفراح والمناسبات السعيدة فغالبية هذه الأفراح تنقلب إلى أتراح بسبب الإصابات العديدة التي تحدث فيها، وأنا أعلم أن الأجهزة الأمنية غير مقصرة بذلك فالجميع يعلم أنها إتخذت إجراءات حازمة وقد ناشدوا من خلال وسائل الإعلام بعدم إطلاق الأعيرة النارية لكن المواطن ضرب بعض الحائط جميع هذه المناشدات لأنهم لا يفرحون إلا بالرصاص الخارج من هذه الأسلحة ولا يهم النتيجة بعدها المهم أن يفرح بسماع أصوات الرصاصات الخارجة من سلاحه وكأنه يسمع أصوات موسيقية مضيفا أريد أن أناشد المسؤولين والمعنيين بأن يضربوا بيد من حديد على هؤلاء غير المسؤولين الذين يسيلون الدماء بإسم رصاصات طائشة. لقد قتل العديد من الأبناء وسالت شلالات دماء وبأعمار مختلفة والسبب مناسباتنا السعيدة التي لا تكتمل إلا بصوت الأسلحة النارية الأوتوماتيكية. الحادثة.. قال أبو محمد وهو يبكي بحرارة ما ذنب ولدي أن يصاب على هذا الشكل وتذهب عينيه جراء عبث حاملي السلاح في هذه الجاهة وقال خرج ولدي مع رفاق له ووقفوا ينظرون على الجاهة التي نصب صوانها في الشارع وما هي إلا لحظات حتى دوى صوت الرصاص بكثافة وبجميع أنواع الأسلحة الأوتوماتيكية غير آبهين بالأولاد والأشخاص الذين في الشارع وأصيب من خلال هذه الرصاصات ولدي الذي وقع أرضا غارقا بدمائه من سلاح "بامباكشن" وقد أصيب بالعديد من الرصاصات وفي جميع أنحاء جسده وفي وجهه ورأسه وأصيب بإحدى عينيه والغريب أن أهل الجاهة لم يكترثوا أبدا ولم يحركوا ساكنا وتناولوا الكنافة بالرغم أن الأبناء الذين في الشارع كانوا يصرخون ويستنجدون بإغاثة ولدي والذي حضر على الفور وأسعف ولدي إلى مستشفى فيصل هم الجيران وليس الذين في الجاهة، أما الجاني فقد عرف من قبل الجميع لأنه فر هاربا على الفور من مكان الحادثة. وعن كيفية معرفة الأهل بالحادثة.. قال أبو محمد فقد حضر أصدقاؤه وكانوا يطرقون الباب وهم يصرخون "إبنك محمد إنطخ" وعلى الفور ركضت إلى مكان الحادثة لكني لم أجده وذهبت إلى مستشفى فيصل معتقدا أن ولدي قتل وأغمى علي مرتين عندما سمعت بخبر إصابته ولكن هدأت قليلا عندما أخبرونا بأنه ما زال على قيد الحياة لكنني عندما رأيته على هذه الشكل أصبت بصدمة لأن إصابته بليغة، وأكد أبو محمد بأنه لن يتنازل عن إصابة ولده ولن يصلح مع المتسببين بحادثة ولده.. المصاب محمد.. قال محمد أريد عيني فقط ولا أريد غير أن أرى في عيني، وقد طلبت من والدي أن يأخذ حقي حتى يعيدوا لي البصر.. وقد كرر الطفل محمد أعيدوا لي بصري الذي أخذتوه مني وأنتم تطلقون الرصاص فرحين، لقد أخذوا لي فرحتي فأنا خائف أن أنظر في المرآه لأرى شكلا بشعا من كثرة الرصاص وصرخ الطفل أرجو أن لا تطلق الأعيرة النارية على الأولاد ويصبحون مثلي مشوهين بلا أعين. وقال أبو محمد في نهاية المقابلة.. أن العطوة وأهل العريس يضغطون على لكي أصلح وأخرج إبنهم العريس من السجن وأنا لن أخرجه حتى يأتوني بالذي أطلق رصاصات البامبكشن وأصاب بها ولدي بالرغم من تهديداتهم المتكررة..