علي القيسي
اجتماع المعارضة السورية الذي يعقد في الرياض ..هذه الايام يعتبر نصرا للمعارضة السورية .حتى لو لم ينجح نجاحا كاملا ..فمجرد عقد الاجتماع في هذه الظروف التي ترتفع فيها بعض الاصوات ضد المعارضة انها ارهابية وليس لها وجود في المشهد ومنقسمة ووو الخ. وايضا الحيز الذي تشغله هذه المعارضة في المشهد الدولي والاقليمي والعربي ..يجعلها قوة ورقما مهما في التفاوض معها في اطار جنيف واحد الذي يفضي الى حكومة انتقالية كاملة السلطات ..لانستطيع انكار الحقائق الماثلة في هذا المشهد الذي اصبح واقعا ملموسا ..النظام السوري الممثل بالاسد ..يحاول مع ايران وروسيا القفز عن هذه الحقائق ولكن الضغط الدولي والعربي في المفاوضات على تنفيذ اتفاق جنيف واحد ..سيحقق الكثير من المطالب المشروعة للمعارضة السورية ..برغم العقبات التي سيضعها النظام وايران وروسيا .. في وجه اي اتفاق يفضي الى رحيل الاسد او عدم مشاركته في المرحلة الانتقالية ..لاتستطيع روسيا شطب المعارضة من القاموس السياسي او العسكري ...فاامعارضة موجودة منذ خمسة اعوام على الارض قوة مقاتلة عجز النظام وايران وحزب الله وروسيا من شطبها من المعادلة ..واخراجها من المدن والارياف السورية التي احتلتها ..حتى لو روسيا ارادت بالسوخوي تدميرها فانها لاتستطيع ..والامثلة كثيرة على ذلك ..وبدون قوات على الارض كبيرة جدا لايمكن لي ذراعها ..فهي تتلقى الدعم المباشر والمستمر من الاسلحة والرجال ..وهناك دول تعلن بصراحها دعمها المعارضة المسلحة .لذا فالرهان قادم على تغير النظام ..الذي بات خارج السياق نظرا لانتهاء صلاحيته الاخلاقية والانسانية والقانونية في اقترافه جرائم ضد الانسانية يندى لها الجبين .. فالملايين التي هجرت من سوريا بسبب النظام دليل دامغ على رفضها لهذا النظام الدموي ..وكذلك ارواح 300 الف قتيل ..ومثلهم من الذين في المعتقلات ومنهم من قضى بسبب التعذيب الوحشي للنظام ..وذلك موثق بالصور والبيانات والارقام والشهود ...لايستطيع عاقل تخيل وجود هذا النظام بالسلطة بعد هذه المجازر والحرائق والدمار ..وروسيا تعلم ذلك وايضا ايران ..فالمعارضة السورية ستخرج باتفاق او ميثاق يحدد مطالبها ...في اطار عملية انتقالية للسلطة برعاية دولية ..لايكون للاسد اي دور او مشاركة فيها .