أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك رجائي المعشر صورة الإقتصاد الوطني .. بورتريه

رجائي المعشر صورة الإقتصاد الوطني .. بورتريه

04-05-2023 10:08 PM
الشاهد - كتب هشام عودة

ورث عن والده صالح المعشر الثروة والجاه والنفوذ، ومن بينها الوزارة وعضوية مجلس الاعيان لكن الدكتور رجائي المعشر افترق عن سيرة والده الأولى، حيث تسلّم أول منصب وزاري وهو في عامه الثلاثين، في حين كان والده في مثل هذا السن أقرب إلى خندق المعارضة

في عمان عام ١٩٤٤ ولد رجائي المعشر ليلتحق في مطلع الستينات بالجامعة الأميركية في بيروت، ويحصل منها على الشهادة الأولى في الكيمياء، لكن الشاب الذي ترعرع في بيت سياسي، ربما أدرك أن هذا التخصص العلمي لن يفتح أمامه طريق المناصب السياسية العليا، فيمم وجهه شطر الولايات المتحدة ليحصل على درجة الدكتوراه في إدارة الإعمال من جامعة الينوي، وهي شهادة اعتقد مواقع السلطة، وتساعده في إدارة مشاريع العائلة الاقتصادية.

عمل الدكتور رجائي المعشر مدير دائرة في الجمعية العلمية الملكية، قبل أن يسند إليه الرئيس زيد الرفاعي حقيبة الاقتصاد الوطني في حكومته الثانية عام ١٩٧٤ ، ليعود الرئيس نفسه ويسند إليه في حكومته الثالثة حقيبة الصناعة والتجارة، وهي الحقيبة ذاتها التي أسندها له الرئيس مضر بدران في حكومته الأولى عام ١٩٧٦ ، ليبتعد أبو صالح عدة سنوات عن الفريق الحكومي ويعود للانضمام إليه مجدداً عام ١٩٨٥ في الحكومة الرابعة والأخيرة للرئيس زيد الرفاعي حيث أسند له حقيبة وزارة التموين والصناعة والتجارة، إلا أنه استقال من منصبه مطلع عام ۱۹۸۸ قبل أن تنهي الحكومة ولايتها السياسية .

الدكتور رجائي المعشر الذي عمل في ثلاث حكومات مع الرئيس زيد الرفاعي، جلس لأكثر من دورة على مقاعد مجلس الاعيان الذي يرأسه الرئيس الرفاعي، ليعود في كانون الأول ۲۰۰۹ نائباً للرئيس سمير الرفاعي الابن، وفي الوقت الذي ضمه مع الرئيس مضر بدران فريق وزاري واحد، عمل معه في حكومته الأولى، وهو يعرف جيداً حجم الصراع الخفي الذي كان يطفو على السطح أحياناً بين الرجلين، في عقدي السبعينات والثمانينات، ويؤكد مقربون منه أن أبا صالح ظل بعيداً عن التمترس في هذا الخندق أو ذاك.


رغم أنه ولد ويقيم في عمان، إلا أن الدكتور رجائي المعشر يعرف شوارع السلط وحاراتها وعائلاتها جيداً، ولم تأخذه مشاغله الكثيرة عن التعامل مع قضايا أهله السلطيين، في وقت نأى بنفسه عن التجاذبات السياسية والحزبية، رغم أن والده كان أحد أقطاب الحزب الوطني الاشتراكي وهو الذي استقال من البرلمان الذي جاء بحكومة الرئيس سليمان النابلسي بعد الانقلاب عليها وإعلان الأحكام العرفية التوصيف الذي ينطبق على الدكتور رجائي المعشر أنه رجل اقتصاد ورجل مصارف ومشاركته في الحكومات الأربع تمت ضمن البوابة الاقتصادية، لذلك كان طبيعياً أن ينحاز أبو صالح لاهتماماته المالية والاقتصادية، من خلال إدارته لعدد من الشركات في القطاع الخاص فهو رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، البنك الذي شهد في السنوات السابقة اندماج عدد من البنوك المحلية فيه، وأسس شركة التأمين العامة وقادها ، وكذلك الشركة الأهلية للاستثمارات المالية وغيرها .

وفي نهاية الألفية الثانية جلس الدكتور رجائي المعشر على كرسي رئيس مجلس إدارة الطباعون العرب التي تصدر عنها جريدة العرب اليوم، وكانت تصدر عنها أيضاً أسبوعية شيحان .

السياسة والاقتصاد والإعلام ثالوث أدرك هذا السلطي الذي صار أحد أبرز رجالات عمان، إنه القادر على صناعة المستقبل، بما يضمن حياة حرة وكريمة لكن قيام أسبوعية شيحان مطلع عام ٢٠٠٦ بإعادة نشر الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، أحرج رجل السياسة والاقتصاد، رئيس مجلس الإدارة فذهب إلى بيع أسبوعية شيحان مع أول عرض يتلقاه، رغم أن جريدة العرب اليوم دفعت به لتوضيح وجهة نظره من بعض السياسات العامة، وخاصة في دائرة بعض المتنفذين.

الذين يعرفون الدكتور رجائي المعشر أو تعاملو معه، يؤكدون انه رجل هادئ مثقف و دود تتجلى فيه طيبة الأردني الذي لم يدر ظهره لهموم أمته وقضاياها، ولذلك فإن وجوده لعدة دورات في مجلس الاعيان يشير إلى حضوره السياسي ودوره في ميدان الرقابة والتشريع .

تخصصه الأول في الكيمياء دفع به لتأسيس عدد من الشركات المتخصصة بالصناعات الكيماوية وهي شركات وسعت من دائرة حركته الاقتصادية التي ظل البنك الأهلي عنوانها الأبرز، وهو البنك الأردني الأقدم الذي تأسس عام ١٩٥٥ ، وتوسعت قاعدته الجماهيرية في عهد قيادة الدكتور رجائي المعشر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :