الشاهد -
كتب محمود كريشان
من بيت عنوانه الانضباطية والعسكرية ومكارم الاخلاق، لأن والده احد ضباط الجيش العربي المصطفوي، جاء احمد علي المبيضين، مدججا بملامحه الاردنية التي تحمل بريق الجنوب، وعطر الانتماء، وابجديات تحمل معها السجايا الحميدة، والخصال الطيبة. هو عماني بامتياز، فهو مواليد العاصمة الهاشمية الابية عام 1949، وقد اكمل دراسته الثانوية بتفوق من مدرستي الامير الحسن ورغدان الثانوية في الحي العماني الوادع (الجوفة) لينطلق منها للدراسة الجامعية على نفقة والده الجنوبي (علي المبيضين) نحو عاصمة الاتحاد السوفياتي (آنذاك) موسكو، ويكمل دراسته الجامعية الاولى والعليا والحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي من كبرى الجامعات السوفياتية، وقد كان خلال دراسته هناك ناشطا طلابيا اردنيا وفيا لبلده وقيادته الهاشمية ودولته الاردنية الفتية من خلال رئاسته لاتحاد الطلبة العرب. وبعد عودته الى ارض الوطن، كان اختياره وزارة الخارجية، لمواصلة خدمة الوطن دبلوماسيا من (ابناء الحراثين)، لقناعته بمقولة شهيد الوطن الكبير وصفي التل: (ما بيحرث الارض .. غير عجولها). في الخارجية الوزارة السيادية كانت له رحلة انتماء وعطاء، بهدوء وصمت وبلا ضجيج او ادعاء، ليتفانى في العطاء خدمة وانتماء وولاء وعطاء في سفاراتنا في بيروت والجزائر ويوغسلافيا وروسيا ودمشق وليبيا وموسكو وسفيرا فوق العادة ومن ثم سفيرا غير مقيم في الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي في ظروف صعبة ودقيقة من عمر الوطن وعلاقاته الخارجية. اذا نحن امام وردة الاخلاق الحميدة السفير احمد علي المبيضين، الذي اكد حقيقة ان من يحب وطنه لا يتقاعد عن هذا الحب الازلي، وان الانتماء والولاء ومحبة الناس، لا يرتبط بمنصب او وظيفة زائلة، لأن العشاق لا يتقاعدون .. خاصة اذا كان العشق منذورا لوطن بحجم الاردن. احمد علي المبيضين .. (السفير الاردني) بكل ما في الكلمة من دفلى ودحنون .. فوق العادة في الانتماء للاردن .. وقد عرفناه نظيف اليد والقلب واللسان .. وكفى.