أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك مضر بدران رجل المرحلتين .. بورتريه

مضر بدران رجل المرحلتين .. بورتريه

27-04-2023 10:27 PM
الشاهد - كتب هشام عودة

لن يغيب عن بال الأردنيين أن حكومة الرئيس مضر بدران الرابعة والأخيرة التي رافقت مجلس النواب الحادي عشر، هي صاحبة قوانين الانفراج في الحياة السياسية العامة وهي الحكومة ذاتها التي قدمت عدداً من حقائبها لجماعة الإخوان المسلمين.

ويرى متابعون أن هذه الحكومة التي تحركت على مدى عشرين شهراً تركت العديد من البصمات في ذاكرة الأردنيين، خاصة أنها رافقت تصاعد فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كما رافقت عملية اجتياح العراق للكويت والحرب التي شنها التحالف الدولي على العراق التي وقف فيها الأردن في الخندق المؤيد للعراق.

مضر بدران المولود في جرش عام ١٩٣٤، درس الحقوق في جامعة دمشق التي تخرج فيها عام ١٩٥٦، ورغم أنه نأى بنفسه عن الانتماءات السياسية التي كانت رائجة آنذاك، إلا أنه احتفظ بعلاقات طيبة مع زملائه الحزبيين، وعاش عن كتب التحولات السياسية التي شهدتها سورية في تلك السنوات قبل أن تصبح الإقليم الشمالي في دولة الوحدة.

لم يعمل محامياً، بل توجه مباشرة للوظيفة العامة، حيث كانت أولى وظائفه الرسمية مستشاراً عدلياً في القوات المسلحة عام ١٩٥٧، قبل أن يصبح في العام ١٩٦٢ مدعياً عاماً لخزينة القوات المسلحة.

كان عام ١٩٦٥ محطة مهمة في تاريخ أبي عماد الوظيفي، إذ تم تعيينه مساعداً لمدير المخابرات العامة للقسم الخارجي، قبل أن يتم تعيينه عام ١٩٦٨ مديراً للمخابرات، ويقضي في وظيفته قرابة السنتين ليتقاعد عام ۱۹۷۰ وقد استحق رتبة لواء التي تمنحه لقب الباشا.

تسلم الباشا مضر بدران رئاسة الديوان الملكي مرتين، الأولى عام ١٩٧٥ والثانية عام ١٩٨٩، وفي المرتين غادر أبو عماد مكتبه في الديوان الملكي إلى دار رئاسة الوزراء، الأولى عند تشكيل حكومته الأولى عام ١٩٧٦ والثانية عند تشكيل حكومته الأخيرة عام ١٩٨٩.

إذا كان الرئيس زيد الرفاعي هو الذي اختار مضر بدران ليكون وزيراً للتربية والتعليم في حكومته الأولى عام ١٩٧٣ ، فإن السنوات اللاحقة جعلت من الباشا أبي عماد «ندا» سياسيا قويا للباشا أبي سمير، وهما الرجلان الأكثر قوة في عقدي السبعينات والثمانينات في مرحلة تداول السلطة بينهما، إذ صار لكل منهما صالونه ومريدوه ، وترك كل منهما بصمته على الحياة السياسية في تلك المرحلة.

تشير الوثائق الرسمية أن الباشا مضر بدران هو أول مدير للمخابرات يصبح رئيساً للوزراء، وإن تبعه بعد ذلك بسنوات الرئيس أحمد عبيدات، لكن الوثائق نفسها ستشير أيضاً أن رجل الأمن القوي هو الذي فتح الأبواب المغلقة أمام المواطنين للتعبير عن آرائهم بعد عودة الحياة الديمقراطية للبلاد كما تم في عهد حكومته الثانية تشكيل المجلس الوطني الاستشاري الذي جاء لتغطية الفراغ بعد حلّ البرلمان عام ١٩٧٤ تمشيًا مع قرارات مؤتمر الرباط للقمة العربية.

مناصب عديدة تولاها الباشا قبل وبعد تشكيله الحكومة، فقد أصبح في العام ۱۹۷۲ رئيساً للمكتب التنفيذي لشؤون الأرض المحتلة،كما أصبح رئيساً للجنة الملكية لبناء جامعات اليرموك والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية التي تسلم رئاسة مجلس أمنائها كما شغل مقعده في مجلس الاعيان أكثر من مرة.

بعد تقاعده من الحياة السياسية اتجه الباشا للعمل في القطاع الخاص، وهو يدير أهم مصنع للحديد الذي شهد رواجاً لافتاً في السنوات الأخيرة التي شهدت طفرة عمرانية غير مسبوقة في الأردن.
شقيقه الدكتور عدنان قاد مركب الحكومة في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، لكنه لم يستمر طويلًا، فيما برز اسم ابنته ريم في ميادين التجارة والاستثمار، ومن ثم في البرلمان.

مذكرات الباشا أبي عماد ، ستكون مهمة في حال صدورها، نظراً لحجم الأحداث التي عاشها وحجم المعلومات التي تختزنها ذاكرته، ويظل يقف في الصف الأول حين يتم تصنيف أبرز رجال الدولة في النصف الثاني من القرن الماضي.

أوسمة عديدة استحقها الباشا في مسيرته الطويلة ، منها وسام الاستقلال من الدرجة الرابعة ووسام النهضة من الدرجة الثانية، ووسام الكوكب من الدرجة الأولى ووسام النهضة المرصع، وفي كثير من اللحظات الحاسمة كان بيته يتحول إلى صالون سياسي تنتقل تأثيراته إلى مساحات بعيدة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :