النائب بصبوص يكتب لرم: لقاء جده يتبنى المبادرة الأردنية لحل الازمة السورية
15-04-2023 09:41 PM
الشاهد - بقلم : النائب د. فايز بصبوص
عندما تطرقت اثناء كلمتي في مجلس النواب لم اكن اعلم لا من قريب ولا من بعيد ان ما ذهبت اليه برفع مستوى التكلفة السياسية لتصرفات الكيان الصهيوني قد كان يترجم خلف الكواليس ولكن بحكمة وهدوء ودون ضجيج اعلامي من قبل حراك ملكي مع قادة الدول العربية من اجل التمهيد لإعادة سوريا الى الجامعة العربية ضمن استراتيجية طرحها جلالة الملك تحت شعار التشبيك والتشابك الاقتصادي يعبد الطريق امام التشبيك السياسي الاستراتيجي وان الاستراتيجية الملكية كانت ذاهبة بكل ثقل الى مفهوم التكامل الإقليمي الاقتصادي وكان الهدف منه الدخول مباشرة ومن خلال البعد الاقتصادي والتكاملي على خطوط تمدد الكيان الصهيوني في الإقليم (ابراهام ).
وكان الأردن قد استبق ذلك بأول مشروع تشبيك والذي كانت نواته الأردن والعراق ومصر وكان الهدف منه التكامل الاقتصادي بمعزل عن ذلك التمدد في الكيان وهو ما كنت قد اشرت له في مقالة منشورة في صحيفة الراي بتاريخ 27/7/2021 بعنوان الملك واستراتيجية التشبيك والتحول الجيوسياسي في المنطقة (اقتبس) من المقالة كنت قد اشرت بتلك المقالة طرح جلالة الملك بذكائه المعهود الربط بين الثلاثية العراقية المصرية والاردنية والتي ارتكزت على التشبيك التكاملي الإقليمي بالعمل على ربط دول الإقليم في شرق المتوسط لذلك وهنا تمت اللقاءات على نفس قاعدة التكامل الاقتصادي بين اليونان وقبرص والأردن والعراق ومصر هذا التشبيك الإقليمي في الظاهر والباطن هو إعادة البوصلة الى القضية الفلسطينية من خلال عزل الكيان الصهيوني عن هدفه في التكامل مع الإقليم وهو مثل هدفا استراتيجيا لهذا الكيان واردفت قائلا قد اجهض الأردن خلال اربع سنوات بجهد من جلالة الملك في إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في المنطقة ارتكازا على محورية الأردن ودوره الإقليمي في التكامل البيني بين دول الإقليم في كل المجالات وخطه الرئيسي عزل الكيان الصهيوني عن هذا التكامل وهو مسعى لا يمكن ان ينطلق الا من رؤية استراتيجية وقدرة استشرافية لواقع التحولات السياسية في المنطقة من رجل بحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين فقد كان هناك اجماع كلي من خلال ما ابداه الأردن بالخروج من بوتقة التحالفات الأردنية من جزر معزوله الى تشبيك يستطيع ان يحدث فرقا في كل المجالات دون قيود او ضوابط او ضغوط خارجية وبذلك فان القرار الوطني الأردني المستقل اضحى اكثر وضوحا بكل الاتجاهات وهذا ما لمسناه من فتح معبر جابر والبدء في تطوير العلاقات مع الدول ذات الثقل السياسي .انتهى الاقتباس
اذن في هذه المقالة وبتاريخها عام 2021 تثبت ان الأردن لا يخضع لإملاءات ترتكز على المستجدات السياسية لان استراتيجية التشبيك الملكي كانت منذ عام 2021 قد اعتبرت فتح معبر جابر في تلك الفترة يعتبر جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الملكية للتكامل الإقليمي .
اذن التقاطع هنا ان الهدف في تلك الفتره كان عزل الكيان الصهيوني من خلال الترابط العربي والإقليمي واليوم هذه الاستراتيجية ومن خلال توسعها نحو دول الخليج وأيضا تركيا من خلال المبادره الأردنية تجاه سوريا وتركيا وايران من خلال ما يحصل من حلحلة لملفاتها أيضا من خلال ذكاء جلالة الملك والاحترام الذي يحظى به عند قادة الدول العربية والإقليمية ففي اللقاء الثلاثي بين مصر والأردن وسوريا ولبنان كان الأردن حاضرا وفي لقاء جده الأردن حاضرا وفي التعامل مع سياسة الأبواب المغلقة مواكبا تتطور المفاوضات السعودية الإيرانية كان الأردن حاضرا ومشاركا واعتمدت صنعاء وجهة واحدة في طيرانها عمان كل ذلك ماذا يعني كل ذلك يعني ان وجود الأردن في لقاءات العقبة وشرم الشيخ كان قائما على هدف استراتيجي واحد رفع مستوى الاستعدادات الى سقوف غير محددة بضمانات أمريكية من قبل الكيان الصهيوني وهو ما قد جعل الأردن يذهب الى اللقاء لقناعته المطلقة بان الكيان الصهيوني لن يستطيع ولو بالحد الأدنى من الالتزام بمخرجات الاتفاق وتعهد امريكي واضح في حال اخترقت الحكومة الصهيونية هذه التفاهمات فستكون السياسة الامريكية واضحة المعالم وبكل تفاصيلها ودون مواربة تستهدف حكومة اليمين المتطرف وان ما تشهده المنطقة من حلحلة في الملفات التي تعتبر أمريكية في الحل والربط والتعقيد بامتياز أي تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية والتشبيك مع سوريا رغم قانون قيصر والى ما ذلك من حلحلة في اليمن وهو ما كان يعلمه الأردن لتوظيفه من اجل انطلاق الى مساحة أوسع في السياسة كان الأردن يعلم تماما ان الإدارة الامريكية لم تلزمه بشيء اذا ما تنصلت إسرائيل من التفاهمات والنتائج التالية ان الأردن بحنكة جلالة الملك قد وظف كل ذلك لرفع التكلفة السياسية على هذا الكيان علاوة عن الكلفة الاقتصادية باستثنائها من بعض المشاريع والتي لا يمكن ان تكون جزء منها بإدخال العراق كلاعب رئيسي وسوريا في مرحلة قادمة في مشروع التشبيك الإقليمي .
والجانب الاخر ان الأردن أيضا رفع التكلفة الإعلامية الباهظة التي أدت الى اجماع شبه دولي على ان هذه الحكومة حكومة تقوم على أساس الفصل العنصري والتطرف مما أدى الى نتائج غير مسبوقة ببعث رسالة الى نتنياهو بانه لن يستقبل في الولايات المتحد الامريكية اذا لم يتراجع عن عنجهية السياسية ويعود الى الاتفاقيات وهو ما حاول ان يفعله ولكن متأخرا ومن لا يعرفه كل الناس وكثير من المراقبين ان جلالة الملك كان يستهدف دائما تعميق ازمة الكيان الداخلية لأنه على قناعة مطلقة بان هذا البناء الاجتماعي بناء مشوه ولجعل التكامل العربي وهذه المساحة من ادخال وحلحلة الازمات العربية العربية ذهب الأردن الى اجتماع جده وهو يحمل خطة ترتكز على خارطة طريق ملزمة بتشكيل ما يسمى المجموعة العربية لحل الازمة السورية وهو اجتماع كان بين مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق وبدعم جزائري واضح المعالم وهو ما يجعل التقارب العربي لا يخضع لمساومات سياسية يفرضها احد من الخارج هذا ما يفعله جلالة الملك عندما يكون مترفعا عن المبادأة الإعلامية هنا وهناك لان العامل الحاسم في تطوير أي نزاع وتعميق الازمات هو التراشق الإعلامي غير المسؤول من قبل وزراء الخارجية والاعلام هنا وهناك .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.