بقلم الدكتور نضال شاكر العزب
الاردن يتعرض لاختلالات في البنية السكانية الاجتماعية وبصورة متسارعة لا تحتاج لشرح ولا تفصيل، فمن يمشي في الشوارع يتبين ما الذي يحدث وما حدث من تدفقات سكانية قلبت كل المعادلة السكانية الاجتماعية حاضرا ومستقبلا! القادمون اخوة ولكن الاردن ليس الأخ الوحيد، وليس الاردن الاقدر ماديا ومساحة وامكانيات، اما الاخوة الاخرون يتفرجون وباحسن الاحوال يقدمون مساعدات مشروطة! وقد يهاجمون اللاجئين - ويوقولن ان لديهم ازمات نفسية، فلا تتحملها مجتمعاتهم اما عند الاردن فتنقلب الآية وعلى الاردن ان يفتح حدوده وليسهر ابناؤه، وحتى مهما حدث لهم فلا ضير فالاردن قارة او بلد صناعي! هؤلاء هم اخوة يوسف، عاطلون عن العمل ينافسون الاردنيين على لقمة العيش ويخجل الاردنيون بشهامتهم المعروفة حتى لا يجرحوا المشاعر، ولكن هل بقي في الاردن ماء، هواء، صبرا؟ اطمئنكم لم يبق في الاردن هواء كي نتنفس فعوادم السيارات والازدحام والتراكم عداك عمن يفترش الطريق، فأين انتم يا اخوة يوسف؟ وللاردنيين في هذا الوضع انه يتساءلون سؤالهم الكبير عن مصيرهم وهويتهم ومستقبل ابنائهم وهذا حق لهم ولابنائهم، لهم ان يتساءلوا عن حجم الضرر الذي يؤثر على خصوصيتهم وهويتهم وبنيتهم الاجتماعية والسكانية وحجم الضرر الذي سيلحق بابنائهم نعم. نحن مسلمون ولكن ليتشارك المسلمون مع الاردن، ونحن عرب فماذا تبقى من العروبة؟ نحن اخوة فأين الحوار والمشاركة والتعاون والتلاصق والرحمة. الاردنيون يصطلون بماء الغلاء الجهنمي، اليس من حقهم ان تكون لهم قضيتهم وهويتهم وجذورهم كما ان هذا الحق للبناني والفلسطيني والعراقي، لنا كل الحق في ان تكون لنا اسئلتنا وقضيتنا على ارضنا التي ليس لنا سواها. لنا الحق بالتوجع فما تحمله الاردن اكثر واكبر مما تحمله الاقتصاد الالماني الذي اشهد العالم كله حين استوعب 40 الف لاجىء! قضيتنا في الخوف على اولادنا ليست ضد احد ونحن الاردنيين قدمنا اكثر من اي احد. وبعكس ذلك فان تراكم الازمات نذير مبين وان صم الاذان لن يعطي الا مزيدا من الدين والمديونية واختلال البنية التحتية بكل مكوناتها. ليذهب المعنى وليشرح الى اين تسير، وليتحمل الجميع الجميع الجميع.