الشاهد -
كتب: محمود كريشان
شئنا أم ابينا.. مقاهي وكوفي شوبات مخصصة للمقامرة اصبحت منتشرة بصورة لافتة في مناطق عديدة في وسط المدينة بل وفي غربها الراقي، حيث القصص تتوالى بأن ذلك او هذا المقهى "محصنا" لا تقترب منه كافة الجهات المعنية، وان طاولات الميسر تنصب علنا وبصورة يومية وان المبالغ المتداولة تصل الى ارقام كبيرة جدا. لكننا لن نتوقف في هذا الملف الشائك الذي تتداخل خيوطه فالأمر لا يتوقف عند المقامرة انما يمتد الى "الربا" اذا ما علمنا عن مواظبة "المرابين" على التواجد في اروقة المقاهي ومحال الكوفي شوب، يعرضون خدماتهم الاقراضية الربوية "الحرام" على المقامرين ويختارون ضحاياهم بعناية بمعنى اما ان يكون موظفا في الحكومة، او تاجرا يمتلك محلا او مؤسسة، او انه ابن شخصية معروفة على هذا المنوال. ونتوقف هنا عند آلية عروض المرابين القذرة لضحاياهم، الذين وقعوا في فخاخ الضياع ودمار عائلاتهم، حيث يعرض المرابي خدماته بأنه يريد فائدة مقدارها قرش واحد على الدينار في اليوم الواحد، فإذا كان المقامر الضحية يريد مبلغ (1000) دينار على ان يسدد المبلغ بعد (30) يوما يقوم المرابي بمنحه المبلغ بعد ان يكون قد خصم الفائدة سلفا ويوقعه على شيكات، وعندما تستحق فترة السداد بعد شهر ويعجز الضحية عن السداد يعرض المرابي قرضا اخرى بقيمة 2000 دينار يخصم مبلغ (1000) دينار القديمة ويخصم فائدة مبلغ الـ(2000) الجديدة ويسلمه المتبقى ويوقعه على شيكات وهكذا يكون الضحية قد غرق في اوحال المرابين والضياع..!! القصص تتوالى والضياع يقتحم بيوت الضحايا، بل ان بعضهم يلجأ الى بيع مقتنيات بيته واسرته من اجل السداد للمرابين الذين يطاردونه تحت وطأة الشيكات التي وقعها وهي مدموغة من البنوك "بلا رصيد" دون ان تحرك اي جهة جادة ساكنا لانهاء ملف المقامرة في بعض المقاهي ومحال الكوفي شوب لان هناك تبدأ حكايات الربا والضياع والدمار.