لم أنظر في حياتي للدكتور رجائي المعشر على أنه ( مسيحي)... كنت أنظر له دائما على أنه يمثل الوطنية الأردنية الصلبة ، ومقاله الأخير حمل هذا المنحى .
حين قاد البنك الأهلي ... قاده على أسس وطنية ، بمعنى أنه رأس مال وطني .. وجد ليكون سندا للثقافة والإعلام ولكل مشروع وطني ... لكن للأسف من جاءوا بعده كان همهم الربح . تشرفت بالعمل تحت مظلة معالي ( أبو صالح ) في العرب اليوم حين اشتراها البنك، وأشهد له أنه حماني .. من شروط البعض القاسية ، ومن أنياب من كانوا ينظرون لنا بأننا نمثل حقبة التمرد والعصيان ...
رجائي يمتلك المال ، لكنه اكثر الناس كرها له ...امتلك السلطة ، و ظل زاهدا بها ... أحب الأردن أكثر منا كلنا ...وهو لم يسمسر على حساب مصلحة البلد .. لم يتاجر باسم والده صالح المعشر أحد مؤسسي الحزب الإشتراكي ورفيق عبدالحليم النمر وهزاع وسليمان النابلسي ...ظل وفيا لكرم صالح ولسلطية صالح .. ولشماغ صالح.. الذي امتلك المال .. لكن رصيده الحقيقي كان احترام السلط والأردن له .. صالح المعشر حتى زيتونات السلط عشقت فيه كرمه ..
كل ما يكتبه رجائي المعشر .. أبصم له فيه بالعشرة ، على الأقل هذا الرجل لم ينتح الكره .. بل كان مصنع الحب الأكبر ... وهذا الرجل كان يمقت السفارات ... وهذا الرجل هو من الذين قدموا المسيحية الأردنية كحالة وطنية وكمرجعية في التنوير .. والكفاح لأجل التراب والتاريخ والهوية ...
لا أحب المزاودة على رجل هو النبل بكل تفاصيله .... و هو آخر ما تبقى من سنابلنا المحملة بقمحنا ... وهو آخر ما تبقى من رجالات الهوية ... والوطنية الأردنية الصلبة ...هو الوحيد الذي كان يطرب حين يخسر ... فالعاشق الوطني لايبحث عن أرباح .. عشاق هذا البلد دربهم دوما النزف والخسارات ... ويحتملون ويمضون لأن القلوب الكبيرة تتسع .. حتى للمصائب.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.