د.نضال العزب
لا يمكن ان تضيف للشجاع لقبا اخر سوى انه - قلب الاسد - هو قلب الوطن .. الان وهو (المعلم). فمن علمهم يعرفونه .. فقلب الاسد كان حنونا رؤوفا .. حريص على تلاميذه .. وحتى من خالفوه فلقد حرص على الالتقاء بهم ومناقشتهم .. فكانت له مساحة فكرية .. كان يقول انت وطني وانا وطني .. كل يرى .. من زاويته .. هذا لسان حاله في حوارياته - مع والدي شاكر العزب الذي كان يأتي ليأخذه من قهوة المغربي الشهيرة وهو معلمه .. الحاني الرؤوف الناصح نعم .. فوصفي التل هو التراب الاردني والوطن الكبير سواء اتفق معك او اختلف، وصفي منا .. وصفي يشبهنا .. نحن .. يلبس بدلة (الفوتيك) يغرس الشجر ويحث على زراعة شجره .. ويحرض على اردن وطن .. ومشروع له امتداداته العربية. كان يمتلك الرؤية .. له مرتكزاته الفكرية، له مصطلحاته .. التقدمية والنظرة المستقبلية.. وصفي نحن، نحن الوطن .. وغيره ليس هذا النحن .. كان مؤمنا .. بثوابته .. اما غيره فلا ثابت لهم لا يضيف المديح شيئا له .. بل يضيف هو للاشياء نكهتها. وصفي يخيفهم بعد 45 سنة من استشهاده حيث تعمدت الهوية الوطنية بالدم .. فامتد وصار جذورا وظلا وارفا.. اما هم فليس اسهل من مسحهم .. له حضوره .. ابتدأ حرصه على اردنه من كلمات الاغنية التراثيه وانتهاءا بالبيانات (الوزارية) التي يتضح فيه لغة وصفي القوية ومفرداته .. فهو الحر الذي لا يقبل الاملاء.. اما ايمانه بفلسطين فهو ايمان وطني راسخ لانهر يفصل الوطن.. فلم يوقع لاحد كتابا يتنازل فيه عن فلسطين فهي جزء من روحه وكيانه .. فلم يشطر الوطن ولم يقبل بالمشطرين والطارئين .. والمتاجرين هكذا.. هو الاردني الحقيقي لا يهاب .. يواجه .. ويواجه .. ولا يهاب القتلة .. يلتصق بالعقل التحليلي، وبكمياء الشعوب ويظل فلاحا وطنيا يشبه كل الاردنيين روحا وجسدا .. وفكرا موسوعيا.