الشاهد -
الشاهد زارتهم في مخيم البقعة واطلعت على احوالهم
الشاهد-خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات النخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية.
الحالة الاولى
عبدالله مصطفى عبدالله عمره (خمس وخمسون) عاما فاقدا لوالديه مبكرا والان هو مريض وعلى سرير العلاج ومصابا بعدة امراض غير متزوج ولا يجد من يرعاه وليس قادرا على العمل والمشي ويحصل على معونة وطنية بقيمة (45) دينار لا تكفيه دفع فواتير ماء وكهرباء وتوفير لقمة العيش. يقول عبدالله للشاهد ان هذا المبلغ لا يقدر ان يعيش منه والمياه مقطوعة عنه منذ مدة بسبب عدم مقدرته على دفع الفواتير وانه غالبا ما ينام دون طعام او شراب وفي الشتاء يعاني من البرد القارص بدون تدفئة وبيته لا يوجد به ادنى متطلبات الحياة البشرية. وهو كان يتلقى العلاج على حساب وكالة الغوث الدولية من خلال كرت المؤن وهي الان اصبحت غير قادرة على معالجة المشمولين تحت مظلتها وايضا مبلغ المعونة الوطنية لا يكفي هذا بالاضافة الى انه لا يوجد لديه اقارب لزيارته ومساعدته على تحمل مشاق الحياة وهو يطالب اهل الخير بتزويده بالعلاج وزيادة مبلغ المعونة الوطنية وايضا بحاجة الى (صوبة واغطية) من البرد القارص الذي لا يمكن تحمله.
الحالة الثانية
ميسر سلامة عمرها (55) عاما وايضا دون زواج تعيش في منزل لوحدها لا اب ولا ام ولا اخوة وهي تعاني من الامراض التي تنهش جسدها يوما بعد يوم تقول ميسر للشاهد ان مبلغ (40) دينارا لا يكفي حتى ثمن الخبز فكيف لي ان اكمل حياتي باقي الايام وانا تراكمت عليّ الديون وكلها ثمن طعام ومواد اساسية احتاجها ولا يمكن الاستغناء عنها واحيانا لا اجد كسرة خبز والجأ الى جيراني لكي اسد جوعي وايضا الى محلات الدواجن القريبة لاجمع بعض البقايا من ارجل الدجاج وغيره لاتناوله طعام لي وانا اطمع في اهل الخير لمساعدتي وانقاذي من الزمان والفقر الذي اعيشه.
الحالة الثالثة
مريم سليمان في الخمسين من عمرها هجرها زوجها وترك لها (5 ) بنات وهن يعشن معها في بيت سقفه من (الزينكو) غير مؤهل لان يسكنه البشر وهو يدلف عليهم طول فصل الشتاء. مريم تقول ان زوجها هجرها ويرفض تطليقها الا اذا قامت بالتخلي عن بناتها وهي ترفض ذلك ورفعت عدة شكاوي وقضايا دون جدوى، وهي ليس لها معيل وتطلب من اهل الخير ان يساعدوها بتربية بناتها وهن على مقاعد الدراسة وما زلن صغيرات وبحاجة لرعاية وهي ترفض ان تتركهن او تبتعد عنهن. تقول مريم انها راجعت صندوق المعونة الوطنية وتم رفض طلبها لانها غير مطلقة وعلى ذمة زوجها وهذا مخالف للانظمة والقوانين ولكنها تتسائل ما ذنب البنات اللواتي يعشن على رزق اهل الخير ولا تجد حلا لمشكلتها.
الحالة الرابعة
نوفة علي مريضة ولديها عجز بنسبة (75%) ولا تقدر على المشي والتحرك الا من خلال الارتكاء على الجدران تقول نوفة للشاهد انها راجعت العديد من الاطباء في المستشفيات الحكومية ولم تجد علاجا ولا تقدر على ثمن العلاج الخاص رغم ان لديها ابناء اربعة متزوجون ولديهم اطفال ولا يقدرون على مساعدتها.
الحالة الخامسة
سارة عيد عمرها ستون عاما تعيش مع بناتها وابنها المريض ولديه عجز بنسبة (80%) تقول انها قامت بالاستدانة من اجل علاج ابنها الذي يجلس على كرسي متحرك لكن حالته تسوء يوما بعد يوم فهو كان يعمل وبكامل صحته لكن المرض هده واصبحت انا الارملة اسعى لكسب الرزق لعلاجه وتوفير لقمة العيش لشقيقاته رغم اني مريضة وقدماي لا تحملاني على السير الا انني اسعى في طلب الرزق عندما تتوفر فرص عمل مهما كانت وهي تتمنى ان تحصل على معونة وطنية تقيها شر العوز وايضا تأمين صحي وفرصة لعلاج ولدها.