الشاهد - يحيي الفلبينيون في مانيلا، السبت، الذكرى السابعة والثلاثين لثورة "سلطة الشعب" التي أطاحت بشكل سلمي بالرئيس المستبد فرديناند ماركوس الأب عام 1986، والمفارقة أن ابن ماركوس يمسك بزمام الأمور في ذلك البلد الآسيوي.
وهذا التجمع هو الأول من نوعه منذ أن أصبح فرديناند ماركوس جونيور رئيساً في يونيو من العام الماضي، والذي انتقد حكم والده الذي استمر عقدين ووصفه بالفترة المظلمة في تاريخ الفلبين اتسمت بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد الذي أفقر البلاد.
وعلى وقع موسيقى الروك انطلق مئات المتظاهرين، بينهم ناجون من حملة الأحكام العرفية التي قام بها ماركوس الأب، وأدت إلى قتل وتعذيب وسجن الآلاف من الأعداء السياسيين والمنتقدين، في مسيرة باتجاه نصب "سلطة الشعب" في مانيلا.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس أن بعض المشاركين رددوا هتافات من بينها "ماركوس دوتيرتي ليسا مختلفين.. مستبدان فاشيان"، في إشارة إلى رودريغو دوتيرتي سلف فرديناند ماركوس جونيور.
وقال المنظمون إن 1500 شخص على الأقل يشاركون في المسيرة، لكن مراسل فرانس برس في الموقع قدر عدد المتظاهرين بنحو 700 شخص كان بعضهم يبحث عن وسيلة للوقاية من الحر الاستوائي تحت أشجار أو مظلات.
ونشر نحو 200 شرطي مزودين بدروع في المكان.
وأرسل رئيس الدولة الحالي إكليلاً من الزهور إلى نصب "القوة للشعب" الذي أقيم إحياء لذكرى الثورة وتجمع أمامه المتظاهرون.
وتحدث فرديناند ماركوس جونيور في بيان عن "فترة الاضطراب وكيف خرجنا منها أكثر اتحاداً وأقوى كأمة".
وقال الرئيس: "أمد مجدداً يد المصالحة إلى الذين لديهم قناعات سياسية مختلفة ليجتمعوا كواحد من أجل بناء مجتمع أفضل".
لكن هذه الخطوة لا تبدو مقنعة للمتظاهرين بمن فيهم ناجون من الأحكام العرفية التي خلفت آلاف القتلى والتعذيب والسجناء السياسيين.
وخرج مئات آلاف المتظاهرين في 1986 إلى شوارع مانيلا بدعم من الجيش للتمرد على النظام لمدة أربعة أيام.
وفرت عائلة ماركوس من المقر الرئاسي في 25 فبراير من ذلك العام، على متن طائرة عسكرية أمريكية محملة بالمجوهرات والذهب والنقود.
وبعد عودتها إلى الفلبين في 1989 على إثر وفاة فريناندو الأب في هاواي، استعادت عائلة ماركوس تدريجياً وزنها السياسي في البلاد، وفاز نجل الديكتاتور السابق في الانتخابات الرئاسية في مايو 2022 بعد حملة لتلميع صورة عائلته.