الشاهد -
قال انه من عائلة متواضعة كرس حياته للبحث والقراءة فوصل لمناصب قيادية
فشلت الاحزاب في الوصول للميدان لعدم توفر القدرات البشرية المناسبة
قدمت استقالتي من الدستور ورفضت الانصياع لاوامر بعض العاملين في الصحيفة
اصبحت وزيرا للمرة الاولى وانا في عمر 37 عاما
بكيت بحرقة لوفاة الملك الحسين رحمه الله
امي هي قدوتي ومثلي الاعلى والتاج الذي اضعه على رأسي
كنت اهوى العزف على العود ولعب الشطرنج لكن ابتعدت عن هذه الهوايات
الشاهد-ربى العطار
العين تيسير رضوان الصمادي ولد في عجلون عام 1966 حصل على عدة شهادات اولها شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة اليرموك بتقدير امتياز وحصل ايضا على ماجستير في الاقتصاد من الجامعة الاردنية بتقدير ممتاز كما حصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة ولاية يوتا من الولايات المتحدة الامريكية في التجارة الدولية والتنمية الاقتصادية وحصل خلال دراسته في هذه الجامعة على جائزة الطالب الاجنبي المتميز. هو خبير اقتصادي تولى عدة مناصب مهمة في كبرى الشركات والبنوك، ونظرا لكفاءته وخبرته الواسعة تولى اول حقيبة وزارية كوزير للتخطيط وهو في عمر 37 عام واصبح بعد ذلك وزير دولة لتطوير القطاع العام وبعدها عين وزيرا للزراعة في عام2010 وهو الان متفرغ لعمله في مجلس الاعيان. الشاهد بدورها التقت به واجرت معه الحوار التالي:
* حدثنا في البداية عن حياتك الخاصة وعائلتك؟
- لي من الاخوات اربعة وانا الاخ الوحيد لهن والدي توفي وانا صغير ووالدتي الحمد لله ما زالت موجودة، متزوج ورزقت بثلاثة اولاد وابنة واحدة اكبر ابنائي يعمل بالبنك المركزي الاردني بعد تخرجه من كلية الاقتصاد في جامعة اليرموك وكان الاول على دفعته بتقدير ممتاز وابني الثاني يدرس في الجامعة تخصص مصارف وعلوم اسلامية والاخرين ما زالوا في المدارس.
* هل هناك مبادىء وقيم معينة حرصت ان تغرسها في ابنائك؟
- نعم ومن ابرز المبادىء الالتزام الديني والحمد لله ابنائي يسيرون على ذلك بشكل مرضي كما حرصت ان اغرس فيهم الصدق والجد والاجتهاد بالحياة والاخذ بالاسباب وترك التدبير لرب العباد، واحترام الجميع بغض النظر عن اعمارهم ومواقفهم ومساعدة الناس قدر استطاعتهم.
* اجمل خبر او حدث في حياتك؟
- الاخبار الجميلة تتسلسل حسب مراحل الحياة منها استلامي لرسالة من جامعة ولاية يوتا يخبروني من خلالها بانه تم قبولي ببرنامج الدكتوراة عام1994 فهذا الخبر احدث نقلة نوعية في حياتي، ومن الاخبار الجميلة كذلك قدوم ابنائي الى الحياة، لكن الامور الدنيوية الاخرى ليس لها اهمية كبيرة في حياتي لكن لا شك ان استلام المنصب الوزاري للمرة الاولى شيء جميل لانه مؤشر على ثقة جلالة الملك.
* الخبر الذي احزنك؟
- عندما سمعنا خبر وفاة المرحوم الملك حسين وبدأت عملية تنكيس الاعلام بكيت بحرقة.
* ابرز هواياتك؟
- ابرز هواية بالنسبة لي هي المطالعة سواء كانت بمجال تخصصي والكتب السياسية والدينية اطالعها بنهم واخصص لها وقتا كبيرا جدا كانت لدي هواية العزف على العود لكن تركتها وكنت العب الشطرنج بمستوى متوسط وليس متقدما.
* متسامح بطبعك؟
- من يسامح هو رب العالمين فكيف نحن البشر لا نسامح والحمد لله لا احمل ضغينة على احد وبمجرد ان اضع رأسي على الوسادة انام.
* هل سبق وان انضممت لحزب او تيار معين؟
- كنت من قياديي حزب التيار الوطني وكنت عضو المكتب التنفيذي وكنت ايضا المقرر للمكتب من عام 2006 الى 2013 واستقلت من الحزب قبل دخولي مجلس الاعيان وكانت استقالتي لاسباب خاصة، لاني كنت ساسافر بسبب عقد عمل عرض علي لكن بسبب صدور الارادة الملكية بتعييني عضو في مجلس الاعيان تم العدول عن السفر ولم اعد للحياة الحزبية منذ ذلك الوقت.
* تقييمك للحياة الحزبية في الاردن؟
- العمل في الحزب هو تضحية بحد ذاته بالوقت والجهد وربما بالمال ومن ابرز المشاكل التي تواجهها الاحزاب هي عدم قدرتها الوصول للمواطن والتواصل الدائم معه وتمكين المواطن من المشاركة الفعالة بالعمل الحزبي واقناعه بدخول الحزب وانه قادر على التغيير مستقبلا فالاحزاب موجودة لتداول السلطة التغيير واعتقد ان معظم الاحزاب فشلت في الوصول الى الميدان بشكل دائم وبناء شبكة تواصل بحيث تبقى على علاقة مستمرة مع المواطنين بمختلف مناطق المملكة وتعلمهم بمواقفها وبرامجها وتطلعاتها وهذا الامر لا يظهر الا عند الانتخابات للاسف، وربما من الاسباب التي تحول دون ان تقوم الاحزاب بذلك هي اسباب مالية وعدم توفر القدرات البشرية المناسبة ولا اقصد القيادات لانها في الاغلب يكون لها باع طويل بالعمل السياسي، لكن دخول بعض الطامحين والطامعين في الاحزاب ولا شك ان العامل العشائري قد يؤثر على قدرة الاحزاب على اكتساب قاعدة شعبية والحصول على مقاعد في البرلمان.
* من هو قدوتك وصاحب الفضل عليك؟
- امي فقد توفي والدي وعمري اقل من عامين فكانت هي الاب والام في نفس الوقت فعملت جاهدة على تربيتي وتربيت اخواتي فهي القدوة والمثل والتاج الذي على رأسي.
* حدثنا عن موقف غريب او طريف تعرضت له؟
- عندما كنت وزيرا للزراعة رفضت دخول العديد من الشحنات لاسباب فنية وبعد خروجي من الوزارة ذهبت لاحد المحلات لافصل عباءة وثوب عربي لالبسهم في المناسبات الاجتماعية دخل في نفس الوقت احد الاشخاص للمحل وقال لي (الست انت تيسير الصمادي الذي كنت وزيرا للزراعة) قلت له نعم قال لي انا ادعي لك 5 مرات في اليوم) فعرفني بنفسه وقال لي انت رفضت ادخال 350 طن (ذرة) وخربت بيتي، وقلت له يعني انت تدعي علي 5 مرات في اليوم، وكانت هذه الشحنة فاسدة واذكر حينها اني قلت ان هذه الشحنة ستدخل بحالة واحدة فقط وهي ان اترك مكاني كوزير للزراعة، وكان صاحب المحل يستمع لحديثنا وبعد ان سمع الرواية وعدم قدرة الشخص الاخر في الدفاع عن موقفه قال لي انا معجب بموقفك واعطاني خصم 50٪ رغم انها كانت المرة الاولى التي ادخل فيها لهذا المحل فكسبت الخصم.
* هل تجيب على جميع المكالمات التي تصلك ومن الذي يزعجك باتصاله؟
- اجيب على جميع المكالمات التي تصلني وان لم استطع الرد اعاود الاتصال ومن يصل لمواقع قيادية يتوقع اي شيء باي لحظة، وصاحب الحاجة ارعن واذا كان لدي قدرة على التعامل مع الموقف في نفس اللحظة لا اتأخر.
* من الممكن ان تقوم باعمال الصيانة في منزلك بنفسك؟
- ليس لدي القدرة على القيام بامور الصيانة وافضل احضار المختصين وبعضهم اصدقائي يحضرون باي لحظة.
* قرار اتخذته وندمت عليه؟
- لا اذكر ان هناك قرارا معينا ندمت عليه والحمد لله اصبحت وزيرا وانا في عمر 37 عام رغم اني من عائلة متواضعة وكل حياتي كانت مكرسة للبحث والقراءة والاهتمام بالامور الاقتصادية والسياسية وقراراتي دائما مدروسة.
* متسرع بقراراتك؟
- لست من المتسرعين باتخاذ القرار لكن اذا كان القرار له علاقة بالمبادىء فلدي القدرة ان اقول (لا) مباشرة، وبالرغم من اني عملت بالقطاع البنكي منذ عام 2008 ومنها البنك العربي الاسلامي الا اني وجدت ان العمل او استلام مناصب قيادية في البنوك التجارية يدخل من باب الربا فقررت ان اترك العمل في هذا المجال رغم انه عرض علي ان اكون في مجلس ادارة بنوك تجارية كبيرة جدا الا اني اعتذرت لاسباب دينية.
* ما سبب تقديم استقالتك من رئاسة مجلس ادارة صحيفة الدستور بعد سنة وشهرين؟
- رغم الظروف المالية الصعبة التي مرت بها صحيفة الدستور الا اننا عملنا على مدار الساعة واستطعنا خصم ديون بنكية بمقدار 8,5 مليون دينار كانت فوائدها السنوية 900 الف دينار لكن كانت الاوضاع سيئة بسبب الخسائر الكبيرة المتراكمة والتي ظهرت في عام 2010 والايرادات كانت ضعيفة وعدد الموظفين كبير والنفقات كبيرة جدا الا اننا استطعنا تخفيض المديونية بشكل كبير. وقدمت استقالتي بسبب موقف واصرار بعض الاخوة العاملين في الصحيفة على عدم السماح للمدير العام ومدير الادارة ومدير تكنولوجيا المعلومات بدخول الصحيفة واتخذوه كشرط والا سينفدون اعتصامات ويتم منعهم بالقوة، وانا رفضت هذا الموقف ورفضت ان يسجل في تاريخي وقلت لهم ان استقالتي ستسبق خروج المدير العام من الصحيفة وكانت هناك محاولات من بعض الاخوة باقناعي بالعودة وكانت هناك واسطات ثقيلة العيار لاقناعي بالعودة لمنصب رئيس مجلس الادارة لكني رفضت رفضا قاطعا لاني رأيت ان هذا الامر بعيد عن المؤسسية وبعيد عن الموضوعية وبعيد عن ما اعتدنا عليه من اسلوب ادارة.
* اخبرنا عن رأيك برؤساء الحكومات التالية اسماءهم؟
- عبدالله النسور: صاحب تجربة وخبرة وقدرة على الاقناع وتحمل الكثير - فايز الطراونة: صاحب تجربة ثرية - عون الخصاونة: لي على حكومته مآخذ - عبدالرؤوف الروابدة: قامة سياسية لا يستطيع احد ان ينكر دورها في الحياة السياسية خلال الاربعين سنة الماضية - فيصل الفايز: قامة سياسية محترمة له خبرة وباع بالعمل السياسي - طاهر المصري: سياسي دمث
* طموحاتك وامنياتك؟
- الطموح الاساسي مرضاة الله سبحانه وتعالى وان اكون دائما قادرا على العطاء في مختلف المواقع التي اشغلها
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟
- احب ان اوجه رسالتي للمواطنين في الاردن فالحمد لله بقيادتنا الحكيمة ومواقفها استطعنا ان نتجنب انعكاسات ما يسمى بالربيع العربي فلينظر المواطن لما يدور حوله في دول الجوار ودول اخرى ليشعر بقيمة الامن والامان الذي نعيشه فيستطيع المواطن ان يبدي رأيه وينتقد كما يشاء طبعا ضمن اطر معينة ويعيش حرا طليقا والحمد لله، ويجب ان نفهم ان جزءا كبيرا من الظروف الاقتصادية التي نمر بها هي انعكاسات لما يحدث في دول الجوار فاصبحت الكثير من الاسواق مغلقة، فعلى المواطن ان يتفهم هذه الظروف حتى الغرباء يتحدثون عن الاردن وقدرته على الحفاظ على الامن والاستقرار الاقتصادي وجذب استثمارات في ظل بيئة ملتهبة حوله دون ان يضحي بالمبادىء الرئيسية المعروفة خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والسورية. والاردن بتاريخه وقف الى جانب دول شقيقه وضحى لمصلحة هذه الدول واستقرار هذه الدول وحافظ على امنها وحدودها لكن للاسف هذه الدول لم تقف الموقف المناسب من الاردن ولم تقدر التضحيات التي قدمها والضغوطات التي واجهها وقدم يد المساعدة لحل مشاكل لم يكن له يد فيها.