المهندس عادل بصبوص
راجعت على مدى يومين اثنين كلاً من مركز الأميرة بسمة الصحي الشامل والمركز الصحي الشامل في المقابلين ....
وقد سررت عندما علمت بأن هناك نظامٌ محوسبٌ لكافة المراكز الصحية يتضمن السيرة المرضية لكل مراجع يمكن استعادته والإضافة عليه بكل سهولة ويسر في أي مركز صحي في الممملكة ...
لم أدفع وأنا الذي أتمتع بالتأمين الصحي الحكومي لدى وزارة الصحة خلال الزيارتين سوى نصف دينار فقط برغم أنني قد راجعت طبيباً عاماً في إحداهما وطبيباً متخصصاً في الثانية وأجريت صورة للأشعة ... أما المواطن العادي غير المشمول بالتأمين الصحي فلن يدفع سوى ضعف هذا المبلغ ....
كنت أصاب بالدهشة أثناء مراجعاتي للمركز الصحي عندما أشاهد الكثيرين من كبار السن يغادرون الصيدلية وقد حمل كل منهم كيساً كبيراً يتضمن أدوية الضغط والسكري والكوليسترول وآلام المفاصل والفيتامينات وغيرها ولا يدفعون سوى دينارٍ واحدٍ أو أكثر من ذلك بقليل ....
يقولون إن أموال الضرائب تذهب إلى جيوب الفاسدين ... ولكنني شاهدت الكثير منها بأم عيني في المراكز الصحية والمستشفيات .... وكذلك في المدارس التي تضم ملايين الطلبة والطالبات ولا يدفع الواحد أو الواحدة منهم سوى دنانير قليلة في السنة كاملة .... كما شاهدتها في الإحتراف والكفاءة العالية لرجال الأمن العام ... الذين ما أن تحدث جريمة قتل أو عملية سطو في الصباح ... حتى يقبضوا على الفاعل قبل مغيب الشمس .....
ندرك تماماً حجم الترهل وعدم الكفاءة وقلة الفاعلية والأمراض والعلل المزمنة الأخرى التي يعاني منها القطاع العام برمته .... ونطمح إلى تحقيق اصلاحيات جوهرية ترتقي ببلدنا إلى مصاف الدول المتقدمة ... ولكن ذلك لا يبرر تشويه الصورة بالكامل وإنكار الإيجابيات الماثلة على الأرض وإن بدت أمام أعيننا قليلة أو متواضعة ....