الشاهد -
بسطات عشوائية .. اتلال نفايات .. طوفان مياه .. وفقر وبطالة
الشاهد-علي الربيع /تصوير تركي السيلاوي
يعتبر مخيم البقعة اللاجئين الفلسطينيين الذي يقع على حدود عمان الشمالية الغربية على طريق عمان - اربد بالقرب من منطقة صويلح في الاردن وقد اقيم على اخصب منطقة زراعية في الاردن والتي كانت تنتج ما يعادل ربع سلة الغذاء الاردن آنذاك ويبلغ عدد سكان المخيم حوالي (220) الف نسمة ويتبع هذا المخيم اداريا لبلدية عين الباشا التابعة لمحافظة البلقاء التي يتألف بعض سكانها من سكان هذا المخيم سابقا ومن اهالي عين الباشا المقيمين فيها قبل وجود المخيم من العشائر الكبيرة عدا عن العائلات التي توافدت على منطقة عين الباشا من مناطق المملكة المختلفة نظرا لقربها من العاصمة عمان ومركز المحافظة السلط ووقوعها على الطريق الدولي بين عمان وشمال المملكة حيث يبلغ اجمالي سكان لواء عين الباشا نحو (250) الف نسمة. ويعتبر مخيم البقعة من حيث التعليم حيث تقوم (الاونروا) بادارة اكبر نظام مدرسي في الشرق الاوسط وذلك بوجود ما يقارب (700) مدرسة وقد بدأت الوكالة على ان تكون المزود الرئيسي للتعليم اساسي للاجئين الفلسطينيين منذ ستين عاما ويعد طلاب الاونروا من بين الطلاب الاعلى تعليما في المنطقة ومنذ عقد الستينات من القرن الماضي شكلت البنات نصف عدد الطلبة لدى الاونروا والتعليم هو اكبر البرامج التابعة للاونروا وهو يستحوذ على اكثر من نصف الميزانية العادية للوكالة بالاضافة الى القيام بادارة المدارس قامت الاونروا ايضا بتطوير فرص تعليمية اضافية حيث يوجد لدى الوكالة عشر مراكز تدريب مهني مثل مركز التدريب المهني في غزة ومركز تدريب (دمشق) والتي توفر تدريبا مهاريا في عدة مجالات منها الازياء، السباكة، النجارة، الصيدلة، التصميم الجرافيكي، الادارة والحاسوب، والعمارة والمساحة وتعزيز حقوق الانسان. واما عن مركز تكنولوجيا المعلومات فيوجد ايضا في مخيم البقعة مؤسسة لجنة خدمات مخيم البقعة التي تدير شؤون المخيم اليومية وقامت اللجنة باستضافة مركز حاسوب متطور قام بتأسيسه مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني تحت مشروع محطات المعرفة الاردنية يقوم المركز (محطة المعرفة) بالتدريب على استخدام الحاسوب وتقديم خدمات متنوعة في مجال الحاسوب والانترنت والطباعة والابحاث المدرسية تم تأسيس محطة المعرفة مخيم البقعة في عام صيف 2003. وعن الجانب الصحي فيوجد عدد من عيادات وكالات الغوث التي تبلغ تقريبا 3 عيادات تقدم العلاج بالمجان ولكن كفاءتها غير كبيرة بالنسبة لعدد السكان الكبير واقرب مستشفى حكومي هو مستشفى الامير حسين بن عبدالله الثاني المعظم وبسعة 130 سريرا مع ان متوسط الدخل غير مرتفع الى ان هناك تفاوت في حالات السكان. وعن حالة البنية التحتية في مخيم البقعة تعد البنية التحتية في المخيم جيدة نوعا ما مقارنة بالكثافة السكانية وكثرة الوحدات السكنية في الدونم الواحد مع ما يطالها احيانا من تخريب وسوء استعمال من قبل بعض سكان المخيم وهناك مأساة حقيقية في المخيم لان هناك الكثير من المنازل ما زالت (زينكو) ومن اشهر المساجد الموجودة في المخيم مسجد نابلس يقع في منطقة نابلس بين روضتي الزهور والصندوق العربي وهو اكبر مساجد المخيم ومسجد القدس يقع في السوق وهو اول مسجد بني في المخيم ومسجد صلاح الدين قريب من الكراج ومسجد ابو بكر الصديق بالقرب من حارة آل شتات ومسجد الهداية قريب من الحسبة ومسجد الحجر (الامام علي بن ابي طالب) يقع في منطقة الكرامة ومسجد المصطفى يقع وراء مدارس الزبن مسجد عثمان بن عفان يقع في اول المخيم امام سلطة المياه عند الجسر، ومسجد ام القرى بالقرب من حارة السطرية ومسجد خالد بن الوليد منطقة الكرامة بالقرب من شارع ابو نصير من الجهة الشمالية ومسجد ابو عبيدة عامر بن الجراح منطقة الكرامة مقابل جمعية الفالوجة الخيرية ومسجد عمر بن الخطاب في اعلى قمة قرب الحاووز. مشاكل المخيم الشاهد بدورها قامت بزيارة الى مخيم البقعة لالقاء الضوء على ابرز المشاكل والسلبيات التي تواجه المخيم. يعاني مخيم البقعة من مشاكل صحية بيئية وتنظيمية فسوق المنخيم المركزي مزدحم بالبسطات العشوائية والباعة على حساب المارة ومنذ سنوات ولجنة خدمات المخيم تعد بتنفيذ خطة تنظيم للسوق بالتنسيق مع الحاكم الاداري ولكنها لم تتمكن من تنفيذها الى يومنا هذا. غياب التنظيم ادى الى ازدحام سوق البقعة بالبسطات العشوائية وتبرز الى جانب مشكلة التنظيم في المخيم افتقاره لمرافق ترفيهية للاطفال والشباب فحتى المتنفس الوحيد الذي كان متاحا لهم (نادي البقعة) تم نقله الى خارج المخيم واستغلال موقعه لاغراض استثمارية ومحال تجارية. ويضاف الى ذلك تراكم اتلال النفايات في اغلب زقاق المخيم وطوفان المياه العادمة على شكل جداول في شوارع مخيم لتشق طريقها وسط المنازل والمواطنين. ومن الجدير ذكره ان عملية جمع النفايات المتراكمة في وسط مخيم البقعة والاحياء السكنية مشكلة تواجه القائمين عليها والمواطنين على حد سواء وهو ما يشير الى وجود ثغرة ما حيث لتقوم الجهات المسؤولة عن المخيم بالقاء اللوم على الجهة الاخرى وهو ما يدفع الى السؤال عن دور الجهات المعنية بأن هذه المشكلة وهو ذات الامر الذي يتطلب من الجميع مواطنين ومسؤولين تضافر الجهود للحد من تراكم النفايات في الشوارع وامام المنازل تجنبا لاخطارها وانعكاساتها البيئية التي اصبحت تشكل خطرا على صحة الانسان والبيئة. المواطنين الحاج فخري يقول ان الوضع الحالي للسوق لا يمكن السكوت عنه باي حال من الاحوال فشارع السوق يكاد يكون مغلقا بالكامل وهذا يسبب معاناة كبيرة للمواطنين مع العلم ان البديل لاصحاب البسطات هو الانتقال الى سوق البسطات الذي اعد بالاساس من اجلهم لذا فلا مجال للحديث عن حالات انسانية تبرر احتلال شارع السوق بهذا الشكل ولهذه الاسباب فنحن نطالب الجهات المعنية بانهاء معاناة الناس واتخاذ قرارات فورية بنقل هذه البسطات الى سوق البسطات لان الوضع اصبح لا يطاق. المواطن حسني قنديل قال انه لم تبق اي حقوق للمشاة في سوق البقعة حيث تمتد البسطات على مد البصر ما جعل عملية المرور بينها امرا صعبا هذا بالاضافة لالفاظ البذيئة التي يضطر المارة لسماعها من بعض الباعة في هذه البسطات. واضاف حسني ان هناك حالة من الرعب تسيطر على كثيرين من المواطنين اثناء مرورهم في السوق بسبب انتشار بعض البلطجية الذين يسيطرون على البسطات ويتحرشون احيانا ببعضهم او بالمواطنين لذا فنحن نتمنى ان تقوم دائرة الشؤون الفلسطينية بالتعاون مع الجهات المعنية بفرض النظام في السوق واعادة اصحاب البسطات الى موقعهم الطبيعي في سوق البسطات. محمد الدرباشي الذي قال ان لجنة الخدمات ستخاطب دائرة الشؤون الفلسطينية من اجل ازالة البسطات من السوق ونقلها الى سوق البسطات الذي كان الدافع وراء انشائه هو استيعاب الباعة الذين تنتشر بسطاتهم في حرم الشارع في سوق البقعة ما يؤثر على حركة المشاة والسيارات في السوق ويسبب مضايقة كبيرة للمتسوقين لذا وبسبب عدم امتلاك لجنة الخدمات لارض في المخيم اقيم هذا السوق على قطعة ارض تعود لنادي البقعة وبمشاركة مع النادي بحيث توزع العوائد على اساس (70٪) للنادي و(30%) للجنة خدمات المخيم والتي دفعت هي بالكامل تكاليف هذا المشروع واضاف الدرباشي ان لجنة الخدمات حريصة على عدم قطع ارزاق باعة البسطات ولهذا السبب اقيم سوق البسطات ولكنها ايضا تتلمس المعاناة الكبيرة التي يعبر عنها المواطنون بشكواهم المستمرة من الوضع المزري الذي آلت اليه الحال في سوق البقعة.