فاضل العمارين
النهوض بالدراما الأردنية التي تراجع مضمونها في العقود الأخيرة ، مقارنة بالإنتاج العربي والغربي ، ومن باب الدفاع عن الدراما بشكل عام في الساحة الفنية الاردنية
نريد نلفت إنتباه ارباب المهنة والوجوه الجديدة فيها الى ترك توافه القصص والنصوص التي لا تضيف فائدة جديداة للساحتنا الفنية... والتركيز على نصوص فيها أحداث تهم المجتمع والزمن الذي يعيشه فيه ..
ولا نقصي أصحاب الخبرة والمتنورين من النجوم الكبار وتجاربهم المتراكمه ، ونتسابق على الظهور والشهرة الجوفاء
فالعمل الجاد المتقن يفرض قيمته ، ويثري الساحة الفنية بالاعمال الراقية وترفع من قدر العاملين بها وتصبح الشهرة نتيجة وليست غاية
أما بالنسبة للدراما الأردنية بالتحديد ، لقد ركزت على لون واحد منذا ستينات القرن الماضي ولازال على نفس الوتيرة وهي نصوص مكررة لقضايا اجتماعية لا تخدم العام من المشاهدين ولا تتطور بتطور قضايا المجتمع الذي أخذ في التحول المتسارع في العقود الأخيرة نتيجة تطور وسائل التكنولوجيا التي ساهمت في تذويب الفوارق بين طبقات المجتمع الأردني والعربي على حداً سوى ، واذا عدنا للقضايا الاجتماعية القديمة التي تعالجها الدراما الأردنية ، نجد على سبيل المثال ؛ المسلسلات البدوية ، وما تطرحه من قضايا التي لاتعكس الطبيعة الحقيقة لأهل البادية ، وبعيده عن كوامن واسرار حياة البدو التي فيها من القيم والمثل العليا وآدابهم وحتى اعرافهم وعاداتهم التي يجهلها العاملين عليها وعرضها للمشاهد العربي وغيره فلا تعكس هوية العربي الاصيل
فمن حيث القصة والنص ؛ اظهروا لنا قصص فيها سلوك يبرا منها مجتمع البادية مثل : التركيز على الغدر والطمع ونقض العهود ، ولم يركزوا على القيم البدوية الاصيلة كالشهامة والكرم والصبر والترفع والصفح والتسامح والحشمة والحب العذري والعشق الصادق والوفاء التي هي طبيعة فطرية ملتسقه بأبناء البادية.
ومن حيث المكياج : نجد في المسلسل شخصيات لا علاقه لها بلباس البداوة واخص النساء والفتيات الواتي يضعن أحمر الشفاه والمكياج في حين أن بنات البادية لايعرفن سوى الكحلة في العين وكان جمالهم طبيعي يسرالعاشقين
بالاضافة للهجة التي تنطق على لسان الممثلين ، فهي مغايرة عن للهجة البدوية تماما حيث ان اللغة واللهجة جزء مهم في تجسيد الممثل للشخصية التي يؤديها
وتقفز الى الفئة المتحضره في المدينة ومشاكلها التي لا تعالج قضايا المدينة الواقعية كالهجرات التي تأتي من الأرياف والبادية والوافدين بحثا عن العمل وما تحملها من ثقافات وقضايا ومظاهر سلبة وإيجابة على مجتمع المدينة ، متناسيين الفئة الوسطى التي تأتي بين البادية والمدينة ( الريف ) وهي الحلقة الأكثر أهمية في تطور الفئات الاجتماعية التي فيها الكثر من الأحداث والتحولات عبر الزمن والتاريخ للفئات السكانية للمجتمع الأردني والعربي ككل
فالفن رسالة ومن أهم أدوات التأثير على المجتمع ويعكس هويته وصورته الحضارية للعالم
فعلى المؤسسات الإعلامية والفنية والثقافية ورؤوس الأموال وفي مقدمتهم نقابة الفناين أن تقوم بدورها وتقدم اعمال فنية قوية وقادرة على منافسة الأعمال العربية والعالمية وتعالج قضايا المجتمع الاردني بأريافه ومدنه وبواديه ، وتكون ساحة فنية وتعليمية وترفيهية وتنويرية للمجتمع
ومن هنا نحن المهتمين بالدراما الاردنية ، وجدنا واجب علينا المناداه لمن يسمع وعلى الجميع من كاتب ومنتج ومخرج وممثل وناقد وحتى المشاهد
ان نتنبه لما يطرح في ساحتنا الفنية الاردنية من نصوص وقصص وأن تكون جديرة بالتقصي والتدوين ومن ثم إنتاجها واخراجها للمشاهد العربي بالصورة التي تعالج قضايا هامة ويتقبلها الذوق العام للمشاهد المتابع الاردني والعربية حتى والعالمي
وبما أننا شركاء ومعنيين جميعاً من عاملين عليها وجمهور متلقي بالفن الاردني وبالاخص الدراما فواجب الجميع المشاركة بأدلاء الرأي والنقد والتواصل بكل الوسائل التي اصبحت متاحة للجميع حتى نصبح مجتمع متفاعل وإيجابي وليس متفرج فقط
فالساحة الفنية الاردنية هي بيت للجميع والكل أعمدته