نظيرة السيد
عادت امانة عمان واغلقت السوق الجديد الذي اقامته الامانة في منطقة راس العين، وذلك بهدف تحويل الاول الى مواقف سيارات وبناء مديرية جديدة للامانة.وكان معروف
ان هذا السوق القديم يقام في هذه المنطقة منذ اكثر من عشرين عاما وكان قديما يسمى سوق الاثنين وبعدها اصبح سوق الجمعة واعتاد المواطنون على ارتياده منذ سنوات وهو يقام يوما في الاسبوع وفي عطلة الجمعة ان حجة الامانة في تحويل مكان السوق الى كراج سيارات حجة واهية لان المكان ما زال خاليا ويستخدم كراجا للسيارات اذا ارادت الامانة ذلك وهو بالفعل ما يحدث اذ ان اكثر مرتادي وسط البلد يقومون بايقاف سياراتهم في مكان السوق ويستقلون اما السرفيس او الحافلات للتسوق والعودة الى سياراتهم لتفادي ازدحام وسط البلد (وانا واحدة منهم) مما يعني ان مكان السوق في الايام العادية هو موقف للسيارات ولم تزيد الامانة او تنقص شيئا عند ازالته الا اذا كانت تريد الى ان تجعله موقفا بالاجرة وتكبد الناس اعباء جديدة فوق اعبائها، ناهيك عن سوق رأس العين وبناء على استطلاع رأي المواطنين واصحاب البسطات الذين قالوا انه لا يفي بالغرض فهو قريب من الشارع العام ولا يوجد بقربه مواقف سيارات وهذا يعني ازدياد المخالفات والمشاحنات وتكون بذلك الامانة قد فاقمت المشكلة ولم تعمل على حلها وزادت الاعباء على المواطن وقطعت ارزاق اصحاب البسطات الذين دافعوا عن حقهم في العمل دفاع المستميت لعلمهم مسبقا بان السوق الجديد لن يجد رواجا وزبائن كما كان السوق القديم (العبدلي) الذي اعتاد عليه الناس وهو ملاذ اصحاب الدخل المحدود والفقراء والمساكين، ناهيك عن ان الامانة اختارت التوقيت الخاطىء وورطت رجال الامن والدرك معها ووضعتهم بالمواجهة ونأت هي بنفسها عن هذه المشكلة، المطلوب وعند اجراء اي تغيير ان يكون هناك خطة مدروسة تحفظ حق جميع الاطراف لا ان تتم هكذا بعشوائية لتحدث ضجة ومشاكل نحن بغنى عنها وخاصة في هذا الوقت بالذات، لان ما سكت عنه المتضررون من نقل مجمع رغدان الى المحطة قبل سنوات وبقاء المجمع (رغدان) لسنوات دون تشغيل رغم الملايين التي كلفها اكبر دليل على ان الخطط الفاشلة وغير المدروسة هي الطريق الى هدر الملايين وهو الفساد بعينه الذي نتغنى بمواجهته ونرتكبه في آن واحد فالى متى يا امانة عمان ولنترك المواطن ليعيش ويعتاش في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لان بناء مديرية للامانة وتحويل السوق الى كراج حجة واهية ولا تخدم احدا بل تقطع الارزاق وتدفع باعداد كبير ة الى الشارع لسلك طريق الانحراف والتشرد. هذا ما كتبته سابقا عن سوق الجمعة القديم والجديد وها هي امانة عمان تعود لاغلاق السوق الجديد بحجة الصيانة وتوفير البنية التحتية رغم انه لم يمض عليه اشهر اي بمعنى تكبد التجار واصحاب البسطات معاناة جديدة فوق معاناتهم وهو لم يمض عليهم وقت للتأقلم مع الوضع الجديد.