قال ان حراسة المرمى كانت احلى واغلى فرصة في حياته
ماذا يعني الرقم 158 لعامر شفيع؟
الشاهد-فوزي حسونة
لا تختلف جماهير كرة القدم الأردنية على أن عامر شفيع حارس مرمى منتخب النشامى، يعتبر أهم لاعب تنجبه ملاعب كرة القدم الأردنية على امتداد تاريخها الطويل، فهو أسطورة ستتداول الأجيال سيرتها الرائعة جيلاً بعد جيل، بل أن الغالبية العظمى تتفق على أنه كان من العدالة في مكان أن يحترف شفيع في الملاعب الأوروبية، لو تم ترويجه إعلامياً بالشكل الأمثل وفتحت أمامه الآفاق لينثر ابدعاته في كبرى الدوريات العالمية، لكن قدر الله وما شاء فعل. ومع تقديرنا العميق للاعبين الأردنيين كافة، ممن قدموا سنوات طويلة من العطاء فوق المستطيل الأخضر وأبدعوا وامتعوا، لكن يبقى شفيع حكاية فريدة بنوعها ومعناها وتفاصيلها وصورها، كيف لا وهو يعتبر أول لاعب أردني يتخطى المباراة رقم 100 دولياً. ومن النادر أن يحافظ حارس مرمى على مكانه كأساسي في تشكيلة منتخب بلاده لنحو "15" عاماً وما يزال حتى وقتنا الحاضر في قمة عطائه وقادرا على خدمته لمزيد من السنوات، لكن شفيع الوحيد من بين اللاعبين الأردنيين استطاع أن يخدم منتخب وطنه طيلة هذه المدة، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على شي وحيد وهو أن شفيع لاعب "من كوكب آخر". عامر تحدث للزميل فوزي حسونة في هذه المناسبة: وقال " منذ داعبتُ الكرة طيفي، رسمتُ أحلامي بريشة الطموح وبحث عن كل شيء قد يقودني للتميز والإبداع، ولله الحمد وبفضل دعم جماهير الكرة الأردنية والمدربين الذين أشرفوا على مسيرتي وما وجدناه من رعاية من أسرة الكرة الأردنية ممثلة بالأمير علي بن الحسين، حققتُ العديد مما أطمح إليه، ولكن ما زلتُ أمتلك المزيد، فطموحاتي لا تتوقف". وأردف شفيع:" يعلم الكثيرون بأن حراسة المرمى في حياتي كانت "صدفة"، وهي أحلى وأغلى صدفة ستبقى في حياتي، فهذه الصدفة قادتني لأتحول من لاعب خط وسط، إلى حارس مرمى". وأضاف شفيع: "أمضي مع منتخب الأردن بآمال كبيرة وطموحات واسعة، حيث سأخوض الثلاثاء المواجهة الدولية رقم 158 في مسيرتي الكروية أمام منتخب طاجكستان، وآمل مواصلة المشوار من خلال تسجيل أعلى رقم يمكنني تحقيقه ما دمتُ قادراً على العطاء، وهو إنجاز لوطني الغالي قبل أن يكون لعامر شفيع، وأنا فخور بذلك". ولفت: "الرقم 158 يعني لي 15 عاماً من العطاء، وتكريس سنوات عمري من أجل كرة القدم، ويعني بأن لا شيء مستحيل طالما تحلينا بالإرادة والصبر".
وتابع شفيع: "أعتز بكافة لقاءاتي الدولية التي لعبتها على امتداد السنوات الماضية، وأهمها كانت أمام منتخبات قوية كأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من المباريات التي لا تسعفني الذاكرة على استعراضها كاملة". وأوضح شفيع: "وصولي لهذا الرقم لم يأت من فراغ، لكنني حقيقة أؤمن كثيراً بمقولة أن كرة القدم تعطي من يعطيها، كما أنني صراحة شديد الإهتمام بتطوير قدراتي وبشكل دائم حيث أحرص على المواظبة على التدريبات وأتعامل معها بجدية، وأبحث دوماً عن كل مدرب يمكنه أن يقدم لي نصيحة أو معلومة من شأنها أن تعزز قدراتي وترفع من مستواي الفني والبدني". وقال: "كأي إنسان في هذا العالم أطمح لتقديم كل شيء بمقدوري تقديمه خدمة لمنتخب وطني ولفريقي الذي ألعب له، ولكل جماهير كرة القدم الأردنية". وذكر شفيع: "أعتقد أن أهم سر يكمن بتألق أي لاعب في العالم يتمثل بتوفر الرغبة الحقيقية في إثبات الذات واستثمار الفرص بالشكل الأمثل وعدم اليأس والتمسك دائماً بالأمل والطموح، وعليه أن يحمل في قلبه عشقاً كبيراً لكرة القدم بحيث تأخذ المساحة الأهم من تفكيره وطموحاته حتى يبدع ويتألق وبحيث يكون دائماً في قمة تركيزه الذهني، وأن ينظر بالأساس لكرة القدم على أنها مجرد لعبة ممتعة قبل كل شيء".
وختم شفيع: "مباراة طاجكستان مهمة جداً، وصعبة بذات الوقت، ونحن كلاعبين في قمة تركيزنا الذهني لهذه المباراة والحمد لله وفي قمة الجاهزية للمباراة، والنقاط الثلاث ستعزز من آمالنا في التأهل سواء للدور الحاسم لكأس العالم أو نهائيات آسيا، ولهذا نسعى لتحقيق الفوز بمشيئة الله".