بدأت العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات الامريكية موجة قاسية من تسريح الموظفين عبر العالم شملت عشرات الالاف منهم في خطوة لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة و المتغيرة التي عصفت باقتصاديات الدول الكبرى وتنذر بموجة ركود قد تستمر حتى العام القادم ..
امازون مايكروسوفت ميتا غوغل نتفليكس اوبر و تويتر وغيرها من عمالقة تكنولوجيا المعلومات اتخذت إجراءات تقشفية وخطوات لاعادة هيكلة وتسريح جماعي للموظفين بعد الصدمة التي اصابت تلك الشركات جراء موجة التضخم ورفع أسعار الفائدة وانهيار قيمة اسهم تلك الشركات مع تباطؤ انفاق العملاء والمستهلكين عبر العالم بالإضافة لقوة الدولار التي اضرت بالمبيعات الخارجية للشركات الامريكية جميعها أسباب دفعت تلك الشركات لاكبر عملية تسريح للموظفين خلال السنوات الأخيرة.
الشركات الناشئة بدأت هي الأخرى موجة من تسريح الموظفين بسبب عدم قدرتها على زيادة رأس مالها بسبب رفع أسعار الفائدة والسياسة المتشددة التي تتبعها البنوك لكبح جماح التضخم وهذا قد يمتد لقطاعات اقتصادية أخرى اذا ما استمرت حالة عدم اليقين في اقتصاديات الدول الكبرى خلال العام ٢٠٢٣ ..
بعد سنوات من الرخاء وخاصة خلال جائحة كورونا وما حققته تلك الشركات من أرباح نتيجة الاقبال على التجارة الالكترونية وازدهار العمل عن بعد مما استدعى توظيف مئات الالاف من الموظفين ورفع أسعار اسهم تلك الشركات لارقام قياسية نتيجة الأرباح العالية التي حققتها تلك الشركات خلال العامين ٢٠٢٠و ٢٠٢١ الا ان الأمور تغيرت كثيراً في العام ٢٠٢٢ وبداية العام الحالي وفرضت الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم واقعاً جديداً ومستقبلاً مقلقاً مما دفع تلك الشركات لاتخاذ إجراءات سريعة
ما يحدث في قطاع تكنولوجيا المعلومات سيمتد لقطاعات أخرى وسينتقل تأثير ما يجري في الولايات المتحدة الامريكية الى دول عديدة في العالم ويبدو ان العام الحالي عاماً مقلقاً اقتصادياً ويشوبه الكثير من حالة عدم اليقين ولكن ما مدى تأثير ما يجري هناك علينا محلياً في الأردن ؟وهل نستطيع الاستفادة من تلك الازمات ونحولها الى فرص تنعكس على واقعنا الاقتصادي ايجابياً؟..
منير دية
خبير اقتصادي