الشاهد - يتصدر المخرج الفرنسي الجزائري، رشيد بوشارب، قائمة المخرجين ذوي الأصول العربية الأكثر ترشيحا لجائزة "أوسكار" في فئة "أفضل فيلم أجنبي".
ورشحت الجزائر رشيد بوشارب ليمثلها 8 مرات في جوائز "أوسكار"، استطاع أن يحجز لها مكانا في القائمة القصيرة في هذه الجائزة المرموقة ثلاث مرات.
ويتحدث بوشارب عن تلك الترشيحات، وفيلمه الجديد "إخواننا" الذي رشحته الجزائر لـ"أوسكار 2023".
الأوسكار والإنسانية والسياسة
ويرى مخرج فيلم "الخارجون عن القانون" أن الجائزة العالمية لم تَحِد يوما عن نهجها في اختيار الأفلام المرشحة لفئة أفضل فيلم عالمي "أفضل فيلم أجنبي سابق"، وذلك منذ إنشائها عام 1929.
وبحسب المخرج الجزائري، فقد ظلت الأكاديمية التي تشرف على الجوائز تنظر بكثير من الاهتمام إلى الأفلام التي تتناول المواضيع الآنية، وتعالج قضايا حساسة لها أبعاد إنسانية وعالمية.
وقال بوشارب: "جائزة الأوسكار تهتم دائما بالأفلام التي تتناول مواضيع لها علاقة بالأحداث العالمية الكبرى".
وهذا ما يفسر، بحسب المخرج الجزائري، سر وصول 3 من أفلامه إلى القائمة القصيرة للجائزة في فترات زمنية مختلفة.
ونجح بوشارب في فك شفرة القائمة القصيرة لـ"أوسكار" للمرة الأولى عام 1995 بفيلمه "غبار".
ومرة ثانية عام 2006 بفيلمه "بلديون"، وثالثة عام 2010 بفيلم "الخارجون عن القانون" الذي يعتبر واحدا من أشهر أعماله السينمائية على الإطلاق.
وبذلك، تعتبر الجزائر الأعلى عربيا في الوصول إلى القائمة القصيرة لهذه المسابقة بـ5 أفلام.
وفي رصيدها جائزة "الأوسكار" العربية الوحيدة، والتي حازت عليها سنة 1969 عن فيلم "زاد" الذي أخرجه الفرنسي من أصل يوناني كوستا غافراس.
وكغيره من المخرجين العالميين، فإن أنظار بوشارب تتجه إلى تاريخ 24 يناير الجاري الذي سيشهد إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة عن القائمة الأولية للأفلام التي ستدخل رسميا سباق "أوسكار 2023".
ورشحت 7 دول عربية أفلامها للدورة الـ95 لجائزة "الأوسكار"، وهي السعودية بفيلم "أغنية الغراب" للمخرج محمد السلمان، وفلسطين بفيلم "حمى البحر المتوسط" للمخرجة مها عسل، ولبنان بفيلم "دفاتر مايا" للمخرجة جوانا حاجي، والمغرب بفيلم "القفطان الأزرق" للمخرجة مريم توازني، وتونس بفيلم "تحت شجر التين" للمخرجة أريج السميري ، والأردن بفيلم "فرحة" للمخرجة دارين سلام.
ودخلت الجزائر السباق بفيلم "إخواننا" لرشيد بوشارب، بينما قررت مصر الغياب بعدما أعلنت نقابة المهن السينمائية عدم ترشيح أي فيلم مصري.
ثلاثية بوشارب
ويحمل فيلم "إخوتنا" قصة مشحونة بالأسئلة التاريخية، في علاقة الجزائر بفرنسا.
ويعود بوشارب إلى قصة الطالب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية مالك أرسكين، الذي قُتل بوحشية على يد الشرطة الفرنسية عام 1986، وتحولت حكايته إلى رمزا لمحاربة عنف الشرطة الفرنسية.
وقال المخرج: "في هذا الفيلم حاولت التركيز على الجوانب الإنسانية في حياة الطالب الذي تحوّل إلى قضية رأي عام يطرح العديد من الأسئلة حول شعار الدولة الفرنسية "حرية، مساواة، أخوة"، ومسألة حقوق الإنسان ومحاربة الكراهية والعنصرية".
ويبدو بوشارب متفائلا بهذا العمل في أن يصل إلى القائمة القصيرة.
ويقول مرشح الجزائر لـ"أوسكار 2023" إن الحكاية الواقعية ربما تلفت انتباه أعضاء الأكاديمية.
ويعتبر بوشارب فيلم "إخواننا" سيناريو بوشارب والكاتبة الجزائرية كوثر عظيمي"، جزءا من ثلاثية أخرجها ليحكي 50 عاما من تاريخ فرنسا والجزائر بشكل تسلسلي يحاور قصص الأجيال المتعاقبة.
ويشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين من مزدوجي الجنسية، على رأسهم الممثل رضا كاتب، والممثلة الشابة لين خضري، والممثل سمير قسمي.
محطته القادمة في الجزائر
وخلال السنوات الأخيرة، ورد اسم بوشارب كمخرج محتمل لفيلم الأمير عبد القادر الجزائري، الذي تراهن الجزائر على أن يكون عملا عالميا بامتياز.
وقال بوشارب: "هناك في الجزائر سينمائيون أفضل مني لسرد قصة الأمير عبد القادر وكتابتها وأيضا لإخراجها".
وبهذا التصريح، يكون بوشارب قد طوى صفحة الجدل حول إمكانية إخراجه لفيلم الأمير عبد الذي لم تستقر الجزائر إلى غاية كتابة هذه الأسطر على اسم المخرج.
لكنه في المقابل كشف عن إنجازه لفيلم تاريخي جديد يتناول محطات من ذاكرة الجزائر.
وسيقوم في هذا العمل بالاعتماد على الأرشيف الفرنسي، وللمرة الأولى، سيصوّر بوشارب فيلمه الجديد في الجزائر.
سكاي نيوز عربية