بقلم عارف العتيبي
لمن النصر بين الأخ واخيه؟ سوى للعدو الحاقد، الطامع، هذا العدو اللئيم الذي خطط لها واشعل نارها ليبسط نفوذه على ارض فلسطين والعراق والعرب ولينفرد بخيراتها ويقضي على قدرات شعوبها، لتصبح اتباعا له وتخدم مصالحه وتؤمن من كل مطالبه. الخطر الصهيوني ومن خلفه امريكا وبريطانيا يرون ان مصالحهم تتطلب تدميركم وزوالكم من اجل السيطرة على كل خيراتكم، والقضاء على تراثكم وقيمكم، ودين محمد والمسيح، ولتمكين الصهيونية ورفيقاتها من الهيمنة على كل العالم في دولة عالمية يحكمها صهيوني. لقد استغلت هذه القوى فيكم حب الذات والفساد وعدم الايمان بقضاياكم، والتغاضي عما يخبئه لكم القدر في المستقبل القريب. لقد زرعت الفتن بينكم واستطاعت اقناعكم بمحاربة الاخ لاخيه ونسيان القضية الاولى وهي القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى. الى متى التمادي وتقديم الضحايا بلا ثمن، والذين يلقب البعض من هذه الضحايا بانهم شهداء، علما بان الشهادة لا تتم الا في سبيل الله، ومن قال بانكم تتقاتلون في سبيل الله؟ علينا ان نخمد نار هذه الحروب بانفسنا قبل ان تلتهم آخرتنا مع حقوقنا ولن ترضى لغير الدمار بديلا. الدول التي تضع الذخائر والاسلحة لتدمروا بها اخوانكم واخواتكم، هي الدول التي تعيش شعوبها على السمن والعسل والمحبة والتعاون. الاستعمار والصهيونية تريدكم دويلات صغيرة يسهل افتراسها وابتلاعها في اي وقت تشاء. اوقفوا الحرب واحشدوا طاقاتكم لاستعادة فلسطين ومجد العرب ووحدتهم ان كنتم مقاتلين وصامدين في ساحة الفداء والشهادة واستعادة الكرامة التي هدرت في ميادين عدة. آمنوا بالحقيقة التي تقول (الاستمرار في اقتتالكم ما هو الا دمار لدينكم وقوميتكم ووحدتكم، واذكروا قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) حتى تذودوا عن ارضكم في وجه زحف الصهيونية البغيض واحتلال الارض وكل الارض مع البحر والنهر. لقد لوثتم التاريخ بالسواد والفتنة والتنافر، والتناحر الا يكفي ما وصلنا اليه من قرب الى حافة الهاوية؟ عودوا الى صوابكم فالتاريخ لا يرحم مسلوبي الارادة والكرامة الذين لا يقوون على شيء الا على انفسهم. اوقفوا الحروب الاهلية والاقليمية والا فلن يكون لكم بعدها وجود بين الامم الحية. لقد زرع الاستعمار الفتنة في الارض العربية، وارقام نعرة الاقليمية والعنصرية والطائفية وغذاها من منطلق مفهوم الاستعمار: فرق تسد. ترعرعت الفتنة في الوطن العربي في احضان صغار النفوس، من المفهوم الخاطىء الذي ينمي الانانية وتحقيق المصالح الشخصية والانتهازية على حساب المصلحة العامة، غير عابئين بالنتائج التي ادت الى ضعف الامة ومن ثم الى دمارها. تمكنت هذه الفئة الفاسدة واللئيمة من تغذية بذور الفرقة الى ان اصبحت ثمارها المسمومة تباع علنا في الدوائر والمؤسسات والبنوك والنوادي والشركات الكبرى، ويجري التعامل معها علنا وذلك لنزع ثقة المواطن بوطنه ومواطنه. ان القضاء وبعزم ودون هواده على هذه الفئة التي تتعامل بهذه العملة النتنة امر تفرضه الحقيقة الواقعة وتطلعاتها الى صلاح فكري للمواطن، وتعريفه باهمية وجوده متسلحا بروح الانتماء والتضحية، ونشر محاسن الوحدة على مستقبلهم. وان التهرب من عملية الاصلاح وهو تهرب من الانسانية والمحبة والتعاون التي تنقل الامة الى ساحة النصر والبقاء هو المبايعة للعدو المتربص بتصيد مثل هذه الفرص للانقضاض على اشلاء شعب مشتت الفكر والهدف.