الشاهد -
أكرم أبو الراغب
في الفترة الأولى من شبابي كنت اعمل سائق سيارة تاكسي ..
وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة جدا والممطرة بغزارة كنت أسير بالتاكسي في عمان ، فلمحت رجلا يشير لي لأتوقف ، فتوقفت وصعد الرجل بجانبي وكانت ملابسه تقطر ماء من شدة المطر ، وكان الرجل يرتجف من البرد ، فسألني راجيا أن أشغل تدفئة السيارة على وسعها ، ففعلت وأخذ الدفء ينتشر داخل السيارة ، فسألته : وين بتحب أوصلك ..؟ ، فقال : على طبربور لو سمحت ..
كانت طبربور تبعد عن عمان حوالي عشرة كيلو مترات وكانت الطريق الوحيد اليها عن طريق عين غزال وهي طريق مليئة بالحفر وضيقة لا تتسع إلا لمرور سيارة واحدة ، وأن صادفتك سيارة فأنت مجبر أن تطلع على البنكيت الترابي ، وتكاد أن تكون الطريق مقطوعة من العمران والناس ...
فتوكلت على الله وتوجهت بسيارتي قاصدا قرية طبربور ، فأوصلت الرجل وأعطاني الأجرة وعدت بنفس الطريق ، وما أن أبتعدت قليلا عن قرية طبربور ، وبينما كنت أسير لمحت حفرة في منتصف الشارع ظهرت فجأة أمامي ، حاولت أن اتداركها وإذ بالسيارة تنحرف وتدخل المنطقة الترابية ، وكانت التربة ومن شدة المطر طرية مما جعل السيارة تنزلق وفقدت السيطرة عليها ، ولكني توقفت بأعجوبة ، حاولت أن اسير بالسيارة ولكن العجلات كانت قد غاصت في الطين وأصبحت العجلات تدور في مكانها ، كانت السماء تمطر بغزارة فلم أستطع النزول من السيارة لاتحرى الأمر ، فبقيت جالسا في مكاني منتظرا أن يخف سقوط المطر ، ومضت أكثر من ساعتين وأنا على هذه الحالة وبقي زخ المطر على حالة ...
وفجأة شعرت بجسم يرتطم بالسيارة ، حاولت ان انظر من نوافذ السيارة ، فلم استطع رؤية شيء من شدة الظلام ، وماهي سوى لاحظات وإذ بي أرى ضبعا كبيرا قرب الباب الذي بجانبي ، وفجأة وقف على قائمتيه الخلفيتين ووضع يديه على زجاج باب السيارة وأخذ يبحلق بي ، فدب الرعب في كياني للحظات ، فأخذت اطلق زامور السيارة بشكل مستمر ومتقطع ، ولكنه بقي واقفا وأخذ يضرب بيده زجاج السيارة ،
... يتبع غدا ...