الشاهد -
كتب محمود كريشان
بلا مقدمات .. نتوقف عند حقبة مفصلية من مسيرة عطاء الزميل رمضان الرواشدة والتي نؤطرها بفترة توليه منصب مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وما رافقها من احداث مفصلية هامة سيخلدها التاريخ الاردني المعاصر. ونبدأ تلك الاحداث بالحدث الاهم على الاطلاق والذي ادمى قلوب الاردنيين، والمتعلق بكيفية تعامل التلفزيون الاردني مع نبأ مقتل الشهيد النقيب الطيار معاذ الكساسبة على يد عصابة (داعش) الاجرامية الكافرة. وبهذا الخصوص وبتوجيه من مدير عام المؤسسة الزميل الرواشدة استنادا لمعلومات مسبقة تم وضع خطة عمل محكمة للتعامل مع بث نبأ استشهاد الكساسبة وخطاب جلالة الملك بهذا الشأن، وما يرافق ذلك من تداعيات، وقد نجح التلفزيون في المهمة الصعبة للدرجة التي جعلت محطات بحجم C.N.N و B.B.C والجزيرة لقطع اخبارها ووضع شاشة التلفزيون الاردني على مدار الساعة الى ان بث التلفزيون الاردني مقاتلات سلاح الجو الملكي الاردني وهي تنطلق لدك معاقل العصابة الارهابية في مدينة الرقة السورية، انتقاما للبطل الطيار الكساسبة. وقبل ذلك كانت مجريات حادثة اختطاف السفير الاردني في ليبيا فواز العيطان والتي كان السبق في بث نبأ الافراج عن العيطان للتلفزيون الاردني الذي كان في استقباله وما تخلل ذلك من الاعلان عبر الشاشة الوطنية عن دور جهاز المخابرات العامة الابرز في النجاح بالافراج عن السفير العيطان. وقبل تلك الاحداث كانت الاحداث التي اعتبرت الاكثر خطورة على الوطن حتى اكثر من احداث الامن الداخلي (ايلول 1970) الا وهي تداعيات الربيع العربي على الشارع الاردني، فكان التلفزيون الوطني الذي تعامل بمهنية مرتفعة مع الاحداث، من خلال برامج كان نجومها اطياف الشارع بمن فيهم المعارضة في طريق مرسوم بعناية نحو الاتفاق والاجماع على ان أمن الاردن .. (خط احمر) وان الجميع معني بالحفاظ عليه. وهذا كله وغيره كان يحمل بصمات الجندي المجهول (رمضان الرواشدة) الذي غادر التلفزيون الى موقع عطاء جديد ومهم ومؤثر في كبرى صحف الدولة والوطن (الرأي) رئيسا لمجلس الادارة، وقد شمر عن ساعديه للبدء بوضع مداميك عطاء جديدة في بناء المؤسسة الصحفية الكبرى. اذا.. رمضان الرواشدة .. حكاية عطاء وانجاز من رجل دولة ووطن يعمل بصمت وهدوء، وينجز بغزارة، بعيدا عن الاضواء وهو يترنم برائعة الغناء القشيب: (فدوى لعيونك يا أردن)..