الشاهد - لم تعرف البرازيل طوال تاريخها ليلة أسوأ من 16 يوليو 1950، عندما خسرت كأس العالم في ملعبها أمام منتخب أوروغواي، لكن في ذات الليلة بدأت قصة بيليه مع كرة القدم.
كانت البرازيل تستعد للفوز بأول بطولة كأس عالم في تاريخها، بعد عودة منافسات كأس العالم مع انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تسببت في توقف المسابقة 12 عاما، لكن تحول الفرح إلى كابوس في النهاية.
ملعب ماراكانا الشهير الذي بني خصيصا لأجل مونديال 1950 كان يتسع لحضور 200 ألف مشجع قبل تقليص السعة بإضافة المقاعد في المدرجات.
كان الشعب البرازيل بأكمله أمام الشاشات وحول الملعب ينتظر الاحتفال باللقب الذهبي، لكن كل هؤلاء شاركوا في أمر أشبه بجنازة، عويل وصراخ وحالات إغماء وبعض الوفيات أعلنتها المستشفيات في البرازيل، وكأن البلاد تعرضت لقصف في الحرب العالمية، بعد خسارة النهائي 2-1.
سمي يوم 16 يوليو بـ"ماراكانازو" أو "اليوم الأسود" الذي لن تنساه البرازيل، حتى بعد فوزها بكأس العالم 5 مرات بعد ذلك، لا تزال ذكرى نهائي مونديال 1950 حزينة.
وعد بيليه
• في ظل الأجواء الحزينة التي تشبه الهزيمة في الحرب، عاد جواو راموس دو ناسيمينتو إلى منزله منخرطا في البكاء ليصطدم بنجله الصغير الذي لم يكن قد أتم العاشرة من عمره يواسيه، ويقول له لا تحزن يا أبي، سأجلب لك هذه الكأس في المنزل، لقد كان ذلك الطفل هو بيليه.
• إدسون أرانتيس دو ناسيمينتو الذي اكتسب فيما بعد لقب "بيليه" كان يلعب كرة القدم مثل والده، لكن موهبته لفتت أنظار الجميع ومنحته الثقة الكبيرة التي قطع بها وعدا لوالده في أسوأ ليلة في تاريخ البرازيل.
• انطلقت مسيرة بيليه كالسهم، عشرات الأهداف، ثم مئات الأهداف منذ مرحلة الناشئين وحتى التصعيد للفريق الأول، والانضمام لمنتخب البرازيل في مونديال 1958، فهل يحقق وعده لوالده ويمحي تلك الليلة السوداء التي عاشتها البرازيل؟
• بدأ بيليه المونديال مصابا ليشارك تدريجيا، إلى أن عبر عن نفسه في بداية مرحلة الأدوار الإقصائية ليسجل في شباك ويلز، ثم ينفجر أمام فرنسا ويسجل "هاتريك" في نصف النهائي بشباك فرنسا ويمنح بلاده الفوز 5-2.
• الآن موعد النهائي، حانت لحظة تنفيذ وعد بيليه لوالده، النهائي ضد أصحاب الأرض، لو فازت البرازيل ستشرب السويد من نفس كأس "الماراكانازو"، لكن حسنا، فلتشرب، سجل بيليه هدفين وفازت بلاده 5-2.
• عندما لمس بيليه كأس العالم بكى بشدة، لأنه تذكر الوعد الذي قطعه لوالده في ليلة البرازيل الكارثية، الوعد الذي لم يتعامل معه والده بجدية وظن أنها مجرد مواساة من طفل أراد التقليل من وقع الحزن عليه، لكن بيليه كان يعي ما قاله جيدا.
سكاي نيوز عربية