المحامي موسى سمحان الشيخ
في الذهنية العربية المعاصرة على الاقل: تنمو فكرة تقديس البطل وقد يغدو هذا البطل صنما كما يحدث في هذه الايام، فالسيدة ميركل المستشارة الالمانية - بعد موقفها من مسألة اللاجئين السوريين - اصبحت بالفعل صنما، ايقونة عصر التخلف والرعب العربي ميركل بموقفها الانساني الداعم لحق اللجوء الانساني للاخوة السوريين غدت انشودة العصر فبدلا من سوريا يا حبيبتي تغريدة الامس الجميل اصبح النداء بعد طفل الشاطىء الشهير وقوافل البائسين المهجرين اصبحت ميركل يا حبيبتي اعدت لي هويتي، وفي الحقيقة فان ميركل والغرب عموما يعرفون ماذا يصنعون بل واين يوظفون طاقتهم الحقيقية. الموقف العربي والجماهيري من السيدة ميركل قديم جديد، فالعرب العاربة والمستعربة وعلى ارضية بؤسهم وانكساراتهم وانسداد الافق امامهم يتعلقون اليوم بالقشة وتتحول القشة الى صنم يؤله ويعبد، وهذه ظاهرة اجتماعية فارقة تعبر عن نفسها اليوم بألف صورة وصورة، رغم اختلاف الظروف والزمن عبد العرب يوما مناة وهبل والعزى ومناة الثالثة الاخرى كما عبدت شعوب غيرهم الشمس والقمر والنجوم، صورة البطل تؤرق الذهن العربي وتضعه في مسرب خاص هو انساني بكل المقاييس، عرب الخمسينات والستينات كان صنمهم وبطلهم الزعيم جمال عبدالنهاصر حينما امم قناة السويس، ورد الغزاة الصهاينة والبريطانيين والفرنسيين في عدوان عام 1956 وحينما اجترح معجزة السد العالي، وكسر احتكار السلاح، نعم لكل امة صنمها وميركل لها اليوم من يسبح بحمدها. ومن دنيا العرب ايضا وعلى صعيد مقولة البطل الصنم هناك من يقدر الزعيم التركي رجب طيب اردوغان منذ ان اصطدم بشمعون بيريس في دافوس، ومنذ ان ارسل سفينة مرمرة لشواطىء غزة، ومنذ ان حاول الانتصاف لفلسطين والفلسطينيين في هذه الحالات جميعا تبدو فكرة الصنم معادلا موضوعيا للحظة تاريخية تحياها الشعوب العربية التي تعاني الامرين على كافة المستويات وكل يوم وانتم مع صنم جديد.