الشاهد -
اكرم ابو الراغب
ما أن يمضِ شهر على زواجهما حتى علت الصرخات ووصل صوت الشتائم والسباب من منزل الزوج الى منازل جيرانه. وعندما حاولوا الاستفسار عن السبب، وجدوا أن المشكلات قد بدأت للتو بين العروس وحماتها، وأن تلك المشكلة لم تكن سوى جولة من مسلسل الخلافات بين الكنة والحماة قد ينتهي وقد يستمر الى أجَلٍ غير مسمى، لا سيما أن الحماة تقطن مع ابنها. فمن هو المسؤول عن صراع الكنة والحماة؟ وأين الرجل من كل ذلك؟ تعتمد فكرة سوء العلاقة بين الأم وزوجة ابنها أو العكس على التنشئة الاجتماعية والفكرة المسيطرة على الجميع حول ضرورة الحذر من أم الزوج، كونها قد تكون متحكمة في حياة ابنها، أو أنها شخصية عدوانية، وبالتالي تعتقد أن الكنة ستخوض التجربة برغبة كبيرة في الاستئثار بذلك الزوج الذي هو ابنها، وهو ما قد يسبب قلقاً وضغطاً نفسياً من بداية العلاقة ويؤثر تالياً في الروابط بين الطرفين بناءً على ثقافة الحكم على الشخص من دون معرفة كاملة ووفق خلفيات مسبقة، وهو ما قد يحول دون التغيير أو النقاش أو الاتفاق وخلق التقبل.... فُتقبِل الزوجة على الحياة الزوجية وهي محملة بنيات واقتناعات ووسائل دفاعية ورغبة ملحة بأن تكون المسيطرة، وهو ما يجعل الحرب تبدأ بين الكنة والحماة من دون التفكير بدايةً بالعلاقة الحسنة وحصد النتائج الإيجابية، فالوضع قد لا يتطلب إلا تركيزاً في شخصية الزوجة ومدى قدرتها على كسب أم زوجها بحبها والتفكير بها كأم لها، والموضوع يحتاج صبراً واجتهاداً مع حذر كي لا تكون التربية المجتمعية والمعتقدات مؤثراً في واقع الحال. فقد تكون المشكلة الحقيقية في الخلفية والتراكمات والحقد ومجموعة من المخاوف، والنظر للأم كإنسانة متحكمة ومسيطرة لدرجة أن الزوج قد يكون بلا شخصية أمامها، وحينها يشتعل البيت من البدايات رغم أن الزوجة قد تكون على قدر من التعليم والثقافة، والأم بحكم تجاربها تتخوف من سلوكيات الزوجات فتعدّ نفسها أمام مصاعب ومحتاجة الى حيل دفاعية، وعلى الزوج أن يتدخل باعتدال حينئذ".... "أحياناً تظن الأم أن ابنها الذي ولدته وربته تأتي الكنة لتأخذه منها، فتبدأ المشكلات بسبب غيرة الأم، وإذا كانت الزوجة تريد الاستئثار بالزوج أيضاً تزيد الحساسية لدى الأم. ويلعب الزوج دوراً كبيراً في تقريب المسافات بين زوجته ووالدته أو زيادة الأمور سوءاً". ومن الأسباب التي تشحن الأجواء بين الكنة والحماة بشعور الأم بتغير في تعامل ابنها معها، عدم إخفاء المشكلات عن الأهل عموماً وخصوصاً عن الوالدة ، فهي أكثر من يتأثر إذا شعرت أن ابنها غير مرتاح أو أن أمواله تضيع. أو أن تستمع الزوجة لمن يحرضها وتتأثرها بثقافة العداء للحموات، وكذلك العصبية من الزوجة والوالدة والتشبث بالرأي .