محمود كريشان
تطالعنا بين الفينة والأخرى اصوات مبحوحة خافتة، تنعق من الخارج عبر الفضاء الالكتروني الوهمي، بفحيح اثارة الفتن في هذا البلد الآمن الأمين، وقد اختبأ هؤلاء الجبناء خلف اسماء وهمية مدججين بحقدهم الأسود تجاه هذا الحمى وشعبه الواحد، يدعون ليل نهار بهرطقاتهم الصامتة وأضغاث احلامهم الفاسدة للعبث بأمن الأردن. وهنا.. فإننا لا نشك ابدا في ان المواطن الاردني على قدر عال من المواطنة والانتماء والذكاء الذي يحصنه من الوقوع في مطبات كلامية مجانية حاقدة، وقناعتنا المطلقة بإن استقرار هذا البلد متجذر وراسخ، وأن أمنه مستتب بتماسك شعبه الواحد ويقظة اجهزته الأمنية، الجدار الصلب الذي ترتطم به كل الرياح الصفراء التي تهب من الخارج، وكل السموم السوداء التي تحاول تسريبها إليه جهات حاقدة من شذاذ الأفق، امتهنوا الحقد والإرهاب وإراقة الدماء، الا ان هذا يفرض ان يتحول فعلاً كل مواطن الى خفير وأن يلتف الجميع حول هذه القلعة الشامخة، حتى تبقى عصية على المخططات السوداء والمؤامرات الدنيئة، الساعية الى استهداف الأردن والأردنيين. وعلى صلة.. فاننا جميعا في هذا الوطن الطيب، نعلم علم اليقين، ان هذا الأمن والاستقرار الذي ننعم به هو أهم رأسمال لنا، ولذلك كان كل مواطن و"لا يزال" خفيراً يمد يده لتصافح السواعد القوية في اجهزتنا الأمنية لحماية الوطن، حتى يواصل تقدمه وازدهاره واستقراره ولتستمر مسيرة الخير والعطاء في كل جنبات الاردن الأشم الآمن بوجود شعب من الصعب اختراقه، ووجود قيادة حكيمة تقف من كل أبناء شعبها على المسافة نفسها، و"جهاز مخابرات" على درجة كبيرة من الاحتراف الأمني والمهنية المرتفعة واليقظة المستمرة، وفوق ذلك ان الاردن بلد التسامح والمحبة وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء كثيرة لكنهم يتفقون كلهم على ان الاستقرار هو رأسمال بلدهم وأن أمنه هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة ومسجد وكنيسة وكل جامعة وكل مخيم وكل مرفق سياحي على امتداد مساحة الوطن، وللاردنيين عبرة فيما يجري حول بلدهم من فوضى واقتتال واختتطاف ولجوء وتشرد. حمى الله الاردن آمنا مستقرا ودعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام تلهج به قلوب الاردنيين قبل السنتهم: "اللهم اجعل هذا البلد آمنا".. آمين يا رب العالمين.