علي القيسي
لعل الاسباب التي تقف وراء قضية الفقر وتداعياته في الاردن، كثيرة وطويلة ومتشعبة!! ثمة احصائية رسمية صدرت قبل عام تقريبا .. تقول ان من كان راتبه او دخله الشهري دون (750) دينارا، يعتبر فقيرا ... !؟ نعم هذه الدراسة واقعية وحقيقية وتعكس واقع الحال .. فالقدرة الشرائية للنقود غدت ضعيفة والخمسون دينارا اصبحت لا تعني شيئا في عالم الغلاء وارتفاع الاسعار..!؟ وهذا يؤكد ان هناك مشكلات كثيرة ومعقدة طرأت على حياتنا العصرية .. واعتمادنا على مواكبة هذه الحياة الجديدة والتي غدت ضرورية ولا يمكن الاستغناء عن هذه الضروريات مثل السيارة .. والهواتف الخلوية .. واجرة المنزل، وفواتير الكهرباء والماء والادوية التي امست كالغذاء بالنسبة للاردنيين غير المؤمنين صحيا ...! طبعا الاغذية .. الاكل مثل الدجاج واللحمة والسمك والرز والسكر والشاي والحليب نعم الحليب للاطفال ثمن العلبة يتجاوز (12) دينارا للرضع والاطفال دون الخامسة..! وايضا فوط الاطفال .. عبء مالي اخر على الاسرة .. وعلى الزوج فالموظف الذي يتقاضى راتبا (350) دينارا مثلا .. كيف سيعيش؟! هو واطفاله (وزوجته التي لا تعمل)..!؟ كيف سيسدد اجرة المنزل..!؟ ويدفع فواتير الكهرباء؟ ويدفع قسط السيارة اذا كان مديونا بقرض سيارة؟ حدث ولا حرج عن حياة الناس هذه الايام.. ترى كيف يتدبر رب الاسرة احواله واسرته طيلة ايام الشهر .. حتى استلام الراتب المحدود؟ والمسخوط لا شك ابدا .. انه سيستدين من هنا ومن هناك يأخذ من هذا (عشرة دنانير) او يأخذ من ذاك (خمسة دنانير) ثم يلجأ للبنوك والبطاقة الالكترونية ويترتب عليه ديون كثيرة ويتبخر كل راتبه المسخوط الشهري عندها لا يجد قوت يومه .. ثم يطلق زوجته .. ويشرد اطفاله ويتسكع بالشوارع .. وربما ينتحر!؟ اليس كذلك.