5 نقاط قادت الفيصلي للتتويج بكأس السوبر الأردني
الشاهد - فوزي حسونة
استحق الفيصلي الظفر بلقب كأس السوبر الأردني لكرة القدم للمرة 15 بمسيرته التاريخية، عقب الفوز الثمين الذي حققه على شقيقه الوحدات 1- صفر في قمة ستبقى راسخة في أذهان الجميع بعدما تجسدت فيها معاني الروح الرياضية والتشجيع المثالي.
وخرجت جماهير الفيصلي عقب هذا الفوز بمواكب من الفرح وهي تشاهد فريقها يعود مع إنطلاقة الموسم الجديد بقوة بعدما قام الفريق بتلافي أخطاء الماضي وأبرم عدة تعاقدات حققت الإضافة التي من شأنها أن تعيد الفيصلي بأدائه المميز ونتائجه الباهرة.
ولهذا الفوز الثمين أسبابه التي يجملها موقع ب "5" نقاط، هي:
أولاً:القراءة الجيدة للمباراة:
نجح المدير الفني للفيصلي راتب العوضات في قراءة أوراق فريق الوحدات وقدرات لاعبيه واستطاع أن يحد من خطورتهم عبر الأدوار الدفاعية التي أنيطت بلاعبيه، ليغلق بالتالي الطريق أمام لاعبي الوحدات الذين وجدوا صعوبة بالغة في الوصول لمرمى محمد الشطناوي، وظهر الإنضباط التكتيكي العالي لدى لاعبي الفيصلي في تنفيذ الأدوار المطلوبة منهم على أكمل وجه.
كما أن العوضات بذات الوقت بحث عن طريقة يستطيع من خلالها مباغتة مرمى الوحدات معولاً على الهجمات المرتدة وسرعة انطلاقات ياسين البخيت بالدرجة الأولى وقدرات المزعج السنغالي ديالو وهما استطاعا في أكثر من مرة كشف عمق دفاع الوحدات، بفضل التنسيق العالي في التحرك بين لاعبي خط الوسط "بهاء وعصام والنواطير وعلامة" والذين وجدوا المساحات وبالتالي القدرة على خلق الفرص الخطرة.
وعمل العوضات بذات الوقت على إشراك ياسر الرواشدة في هجمات الفيصلي كلاعب خفي لم ينتبه له لاعبو الوحدات، فلاحت للرواشدة فرصة خطرة في الشوط الأول حينما انقض خلف كرة النواطير لكن الحظ أدلى له بلسانه، لكن الرواشدة عاد في الشوط الثاني وانقض خلف كرة البخيت وهذه المرة نجح في تسجيل هدف الفوز الثمين.
ثانياً: التهيئة النفسية للاعبين:
التركيز الذهني العالي للاعبي الفيصلي كان حاضراً في المباراة، وتعاملوا مع معطيات المباراة بجدية وروح قتالية عالية وأظهروا الرغبة في تحقيق الفوز والعمل على استثمار ما يتاح من فرص، وضغط لاعب الوحدات المستحوذ على الكرة من منتصف الملعب، وهي أدوار نفذها لاعبو الفيصلي على أكمل وجه بفضل التركيز الذهني العالي.
وهذا التركيز العالي هو ثمرة التهيئة النفسية للاعبي الفيصلي فهذه التهيئة ظهرت من خلال الأداء الواثق للاعبي الفيصلي وتجاوبهم السليم مع تعليمات المدرب قبل وأثناء المباراة وتطبيقها بحذافيرها.
ثالثاً: تأمين المواقع الدفاعية:
كان الحرص واضحاً بأن الفيصلي يسعى بالدرجة الأولى على تأمين مواقعه الدفاعية والمحافظة على نظافة شباكه بالدرجة الأولى ثم استثمار ما يتاح له من فرص في حال تسلم الكرة، ونجح دفاع الفيصلي وبفضل ما وجده من مساندة من لاعبي خط الوسط في تخفيف الضغط الهجومي على مرمى الشطناوي وهو هدف استطاع الفيصلي تحقيقه من خلال ترويض قدرات الوحدات الهجومية المحدودة بالأصل وإغلاق الطرق من كافة اتجاهات الملعب على لاعبي الوحدات.
رابعاً: فتح أطراف الملعب:
قوة الفيصلي كانت في أطرافه، سواء عبر رائد النواطير أو ياسين البخيت، وشكلت هذه القوة مفتاح الفوز بالنسبة للفيصلي، حيث أرهقت تحركات البخيت على وجه التحديد مدافعي الوحدات وهو يتنقل بين الجهتين اليمنى واليسرى، حتى أن هدف الفوز جاء بعدما تسلم البخيت الكرة من الجهة اليسرى وعكس كرة نموذجية داخل منطقة الجزاء وجدت ياسر الرواشدة "القادم من المجهول" يدكها برأسه في شباك شفيع.
خامساً: المؤازرة الجماهيرية:
شكلت المؤازرة الجماهيرية للاعبي فريق الفيصلي دوراً في بث الحماسة والإندفاع لدى لاعبي الفيصلي لتقديم كل ما بجعبتهم في سبيل تقديم الأداء الأفضل وتجنب الوقوع بالأخطاء، وزادت هذه المؤازرة من ثقة اللاعبين بقدراتهم مما كان له انعكاس ايجابي على أداء اللاعبين داخل الملعب.
"6" نقاط حالت دون فوز الوحدات بكأس السوبر الأردني
فوّت فريق الوحدات على نفسه فرصة الإحتفاظ بلقب كأس السوبر الأردني لكرة القدم، بعدما افتقد للحلول الهجومية وتخلى عن أدائه المعهود وهو يواجه شقيقه الفيصلي، ليخسر في النهاية صفر- 1.
وتتفق جماهير الوحدات بأن الفريق لم يقدم الأداء المأمول الذي يستحق عليه الخروج بنتيجة الفوز، حيث ظهر تائهاً في الملعب على امتداد شوطي المباراة، وافتقد للفاعلية والخطورة المطلوبة رغم كوكبة اللاعبين المميزين التي تعج بصفوفه وخاصة في الشق الهجومي.
ولم يتعامل الوحدات بالشكل المطلوب مع أهمية المباراة، فالروح والجدية وجماعية الأداء والسرعة في التحرك وضعف الخيارات كلها عوامل افتقدها الوحدات في قمة كأس السوبر.
ولخسارة الوحدات أسبابها والتي يجملها موقع في "6" نقاط هي:
أولاً: سوء في توظيف قدرات اللاعبين:
لم يتم توظيف قدرات فريق الوحدات في الملعب بالشكل الأمثل، حيث عانى اللاعبون من سوء انتشارهم داخل المستطيل الأخضر، وكانت المساحات الفاصلة بين لاعبي الفريق الواحد شاسعة مما جعلهم يفتقدون للمساندة المطلوبة وبخاصة في المناطق الأمامية التي عانى فيها الوحدات من الكثافة العددية المطلوبة مما سهل من مهمة دفاع الفيصلي في وأد مشاهد الخطورة وإغلاق الطريق أمام مرمى الشطناوي.
ثانياً: قوة هجومية بلا فاعلية:
التأمل بأسماء لاعبي الوحدات في المناطق الأمامية من خلال تواجد رجائي عايد وأحمد الياس وعامر ذيب وأشرف نعمان وعبدالله ذيب ، فإنك تجد بأن هذه الأسماء قادرة على فرض نهج هجومي فاعل، لكن غالبية هؤلاء اللاعبين لم يكونوا ب "الفورمة" والسبب قد يعود لعدم جاهزيتهم البدنية والفنية أو لسوء في توظيف قدراتهم في الملعب، ولهذا عجز هؤلاء عن شن هجمات منسقة وخلق الفرص الخطرة وتقديم الأداء المتوقع منهم.
فلم نشاهد في المباراة أي محاولات حقيقية للتوغل من عمق جزاء الفيصلي ولم نلمح تسديدة من بعيد على المرمى، فالألعاب انحصرت على عكس الكرات العرضية من الأطراف وتحديداً من جهة محمد الدميري وهو يعد خياراً غير كاف لفريق يضم هذه الأسماء اللامعة، وضعف منطقة وقدرات خط الوسط جعل الوحدات يظهر تائهاً في الملعب وبلا تكتيك هجومي مقروء، فعشوائية الأداء كانت السائدة، فجاءت الفرص محدودة.
ثالثاً:غياب أحمد هشام وليث البشتاوي:
لم يتواجد اللاعبان أحمد هشام وليث البشتاوي في كشف المباراة وتم استبعادهما لعقوبة داخلية، وغيابهما بلا شك جعل الخيارات الهجومية لدى المدير الفني السوري عماد خانكان محدودة للغاية وظهر واضحاً بأن الوحدات وبخاصة في الشوط الثاني كان بحاجة ماسة لجهود أحد اللاعبين في هذه المباراة بالنظر لمهاراتهم وقدراتهم الهجومية وقدرتهم على تنشيط العمليات الهجومية لفريق الوحدات.
رابعاً : رقابة وهمية على مصادر قوة الفريق الخصم:
لم يحسن فريق الوحدات فرض الرقابة الحقيقية على مصادر القوة بفريق الفيصلي، فشاهدنا أخطر نجم في المباراة ياسين البخيت يتلاعب بدفاع الوحدات بمفرده ويصل مرمى شفيع ويتسلم الكرة بسهولة ودون أن نستشعر الرقابة المطلوبة على لاعب يمتاز بالسرعة والمهارات الفردية العالية وعليه كان البخيت ينجح في استثمار ضعف الرقابة وهي رقابة وهمية وذلك من خلال صناعته لهدف الفوز.
خامساً: طريقة لعب الوحدات:
ظهر واضحاً بأن الوحدات يعاني منذ البداية من خلل في المنظومة الهجومية وبخاصة أن هنالك لاعبين خذلوا مدربهم في منسوب عطائهم داخل الملعب، وربما كان الأجدى على المدير الفني السوري خانكان ولتعزيز قدرات الفريق التضحية في الشوط الثاني بأحد لاعبي الإرتكاز "رجائي أو الياس" والدفع بأشرف نعمان أو ذيب ليلعب إلى جانب السنغالي الحاج مالك، حيث أن الأخير عانى من صرامة الرقابة ووجد نفسه وحيداً بين المدافعين دونما مساندة.
وربما سحب أشرف نعمان من المباراة رغم عدم تقديمه المستوى المأمول كان خاطئاً فاللاعب لديه موهبة الإبداع اللحظي التي قد تحقق المفاجأة في أي وقت من أوقات المباراة، بالمختصر أداء الوحدات جاء محيراً للغاية، هجوم بلا أنياب، وخط وسط تائه، ودفاع لم يحسن التغطية السليمة.
سادساً: سوء التغطية الدفاعية:
هدف الفوز الذي سجله الفيصلي كان نتاج سوء التغطية في منطقة العمق، فالكرة التي أرسلها ياسين البخيت في عمق منطقة الجزاء لم يتسن لأحد من مدافعي الوحدات تشتيتيها لتصل الكرة للهارب من الرقابة ياسر الرواشدة ويضع الكرة بدون عناء في شباك شفيع.