الشاهد - بينما تتواصل الاحتجاجات في بعض أنحاء البرازيل على فوز لويس إيناسيو لولا داسليفا بالانتخابات، بات محسوماً تغلب الرئيس السابق بفارق ضئيل على الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف الذي حصل على 49.1 في المئة.
للمرة الأولى، يتحكم اليسار بأكثر من 85 في المئة من الحكومات في هذه المنطقة من الكرة الأرضية ويسيطر على الاقتصادات الخمسة الرئيسية لأمريكا اللاتينيةويقول موقع "ذا هيل" الأمريكي إن فوز لولا في البرازيل يفسر بطرق مختلفة: سخرية من العدالة، وقصة انبعاث، وأمل، وإنتكاسة للديمقراطية، وفرصة للوحدة، أو مزيدا من الإنقسام والحقد الطبقي. وأي أمر من هذه الأمور يبقى وارداً. وعلى رغم ذلك، أبرز المقال معنى التغير في الرئاسة بالبرازيل بالنسبة لأمريكا اللاتينية.
ويضيف إن فوز زعيم حزب العمال يقفل دائرة اليسار، وبات الحلقة المفقودة في الأحجية الجيوسياسية لأمريكا اللاتينية والكاريبي. إذ للمرة الأولى، يتحكم اليسار بأكثر من 85 في المئة من الحكومات في هذه المنطقة من الكرة الأرضية ويسيطر على الاقتصادات الخمسة الرئيسية لأمريكا اللاتينية (المكسيك والأرجنتين والبرازيل والتشيلي وكولومبيا).
ومع أن المكسيك والأرجنتين هما بلدان كبيران يتمتعان بثقل سياسي واقتصادي هائل، فإن البرازيل لا تزال عملاق أمريكا اللاتينية. فهذا البلد ذو الـ215 مليون نسمة هو بين العشرة الأوائل عالمياً في إنتاج النفط والغاز ويبقى البلد الثالث المنتج للغذاء على الصعيد العالمي. وتملك الصادرات والاستثمارات البرازيلية، ثقلاً مهماً في القارة الأمريكية، ولا شك في أن وقوف البرازيل إلى جانب دول يسارية أخرى، قد يشكل تغيراً في أولويات المنطقة.
سجلات غريبة
وتدخل أمريكا اللاتينية والكاريبي مرحلة يفتقد فيها القادة الجدد إلى أوراق ثبوتية سياسية جيدة ولديهم سجلات غريبة في ما يتعلق بقضايا الاقتصاد الكلي. وتضم القائمة الجديدة لرؤساء الدول في أمريكا اللاتينية، قادة سابقين في حرب العصابات، ومدانين سابقين، وديكتاتوريين بارعين. ومع اختلافات وفروق دقيقة، فإن ثمة استراتيجية واضحة لتعزيز الإندماج بصرف النظر عن النزاهة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بديكتاتوريات في كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا.
وفي تشرين الأول 2021، تساءل لولا:"لماذا يمكن أنغيلا ميركل البقاء في السلطة 16 عاماً ولا يمكن ( رئيس نيكاراغوا دانيال) أورتيغا أن يفعل ذلك؟".
وفي آب من هذه السنة، قال لولا عن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، إن "أوروبا والولايات المتحدة لم يكُن يتعيّن عليهما الإعتراف بمحتال يعلن نفسه رئيساً..يجب أن يكون في السجن".
وفي تموز 2021، قال لولا إنه "لولا الحصار على كوبا لكانت مثل هولندا".
وفي أيار 2022، قال لولا إن "هذا الرجل (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي) مسؤول بقدر ما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذا هو رأي لولا عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.
وبصرف النظر عن هذه التصريحات الحزينة والهجمات اللفظية، أعتقد أن لولا قد خبر ما يعنيه فقدان الديموقراطية في أمريكا اللاتينية، لا سيما في بلدان مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. وآمل أنه عندما تنتهي ولايات الحكام في هذه الدول الثلاث، أن تتمكن البرازيل وأمريكا اللاتينية من تحقيق مزيد من الديمقراطية والإزدهار والإحترام غير المقيد لحقوق الإنسان.