المحامي موسى سمحان الشيخ
اهرب احيانا - والهرب لدى العرب ثلثا المراجل - من دنيا السياسة القذرة في دنيا العرب: سياسة القمع والفساد والمذهبية والطائفية سياسة نسيان كل ما هو قومي ووطني ونظيف، اقول ثانية اهرب الى عالم الادب، عالم الرواية تحديدا، بين يدي الان رائعة المبدع واسيني الاعرج (طوق الياسمين) الذي اعادني مرغما الى حضن دمشق الفيحاء اقال الله عثرتها واعادها سالمة غانمة الى حضن امتها. لان الحياة موقف، لان حياتنا قصيرة اصلا، فلقد اثار لدي قبول احد الروائيين المصريين جائزة من دولة خليجية اثار لدي سؤال هام طرح ويطرح نفسه عن علاقة الابداع عامة والادب بشكل خاص بمفهوم السياسة في شقيها الواقعي والمثالي وعلاقة ذلك كله بجائزة (الحاج) نوبل للاداب وهذه الجائزة سياسية بامتياز وانتقائية الكثر مما ينبغي حيث لم يحظ بنوبل الاداب سوى الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وظل غالبال على اجندتها دون ان ينالها كل من الشاعر العظيم محمود درويش والشاعر المبدع ادونيس، لهث وراءها الكثير من ادباء العالم والعرب ولكن اجندة نوبل حيا وميتا واضحة وضوح الشمس. جون بول سارتر رفض الجائزة لا بل وبصق عليها قائلا: قبولي بها اعتذار عن كل ما كتبت، وانحياز صارخ لعالم البورجوازية الاستعماري، وسارتر كما يعلم القاصي والداني وبغض النظر عن بعض مواقفه - قامة فلسفية وادبية رفيعة مما دفع الجنرال ديغول محرر فرنسا من براثن هتلر وعميله فيشي دفعه للقول: ان سارتر هو فرنسا وفرنسا هي سارتر ومن الرجال الشجعان الذين رفضوا بركات الحاج نوبل المفاوض الفيتنامي الشهير الذي رفض تقاسم الجائزة مع المفاوض الامريكي قائلا: جائزة تساوي بين الضحية والجلاد بين الظالم والمظلوم لاتستحق ان تمتد يد طاهرة لاستلامها عربيا نالها بعض الساسة ولذلك حديث اخر، ما زال في دنيا الادب العربي روائع حقيقية لا تحتاج لنوبل لانها تمثل نبض شعوبها.