بقلم عارف العتيبي
سألوني مع الغضب والعتب: لماذا تهاجم في كتاباتك وندواتك وجلساتك حتى العائلية منها، اهل الفساد والخيانة والعمالة والفتن والدس اللئيم طيلة هذا الزمان ومن بداية شبابك وحتى هذا الوقت رغم ما تعرضت اليه من نكسات وتحديات ورفض للابتزاز والرشوة وعرض المناصب العالية التي احتلها من كان لهم باع طويل في تطبيق شعارات: موافق (نعم) (صحيح) (احسنت) وغيرها من جمل الخذلان والنذالة والانانية والتملق؟ الا ترى بان اولادك وبناتك يدفعون الثمن لانهم ساروا ويسيرون على نهج خطاك؟ لماذا لا تستحث همم الشرفاء والاوفياء، اصحاب الانتماء والالتزام الوطني، والقومي، والديني؟ كثيرون يعرفون الحقائق ويحترمون الوحدة والامانة ونزاهة الرسالة الانسانية والاجتماعية، ولماذا لا تطلب مشاركتهم في تأدية الرسالة الخالدة التي هي عماد الوطن القوي الذي يعتمد على نفسه فخورا في هذا البقاء؟ اجيبهم مع الالم والندم وقلة الحيلة: (انني حاولت في مواقف وكتابات لا تحصى ان استنجد بهم وشحذ هممهم، وكان جوابهم المعروف (اذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب) رغم انهم وحدهم الذين يدفعون الثمن حتى وصولهم الى قاعدة الزوال. سألوني ثانية: وماذا كانت عليه نتائج هذا الكفاح الطويل في كافة الميادين؟ الا ترى ما وصل اليه الاخوة من انحلال وخوف وقتل الابرياء من النساء والاطفال بدون رحمة ولا دم ولا ضمير، وهؤلاء القتلى هم من ابناء الوطن الذي شعارهم فيه (الدين لله والوطن للجميع). قلت لهم ولا ازال اقول: - اذا كان المسؤول مخادع ماهر، والمثقف منافق ماكر، وتخلخلت القناعات فوق المنابر، وصار التعامل بالزيف وبيع الضمائر. - واذا ضاع الحق بين متسلط فاجر، وحارس غادر، وجاحد ماكر، والمديح سلاح خطيب وتاجر، ومرتزق شاعر، عندها يصبح الامين غير قادر. - عندما يكون هناك عميل مأجور، يتمسك حتى بالقشور، لينقل في الظلام اخبار الحضور. - وعندما تغيب النخوة عن الحضور، ويصبح للفساد بذور، وتصبح الساحات اوكارا للفجور، عندها لا حياة فوق القبور. - عندما تصبح الانتماءات مبعثرة، والظواهر المصلحية مستأثرة، والكرامات تحت الكراسي متحدرة. - وعندما تمشي الاباطيل وراء الخطيب متسترة، والاماني الكبيرة متعثرة، والعزائم امام التعسف متقهقرة، ومشاريع الخوف والتردد متجذرة. وعندما تكون الاكاذيب في الاسواق منتشرة، والرشوة والعمالة للغير متوفرة، عندها نواجه اردى آخرة. - عندما العدل يهزم، والقضاء الفتي يهرم، وحق المساكين تهضم. وعندما البريء يظلم، والامين الوفي يحرم، والخائن اللئيم يكرم، والرأي الصائب يعدم، يغيب الصدق عن كل عهد يبرم. - اذا طمست البينات، وتكبلت معها الكفاءات، ويباع الناس في الساحات والردهات.