الشاهد -
محمود الخرابشة
شرف الله سبحانه وتعالى اهل القرآن تلاوة وحفظا وعملا بالكثير من المميزات في الدنيا والاخرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اهل القرآن هم اهل الله) وخاصة وقد حرص اصحاب وسول الله صلى الله عليه وسلم على التلاوة والحفظ ويفاضل بين اصحابه رضوان الله عليهم فكان يقول (يؤم القوم احفظهم لكتاب الله تعالى) وكان صلى الله عليه وسلم يعقد راية الجهاد لاكثرهم حفظا للقرآن. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (الجنة منازل ودرجات يقال للمسلم الداخل للجنة اقرأ وارتق فمكانك في الجنة عند آخر آية تقرأها). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه ويذكرون الله فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقد قال الله تعالى (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) فهو يهذب الاخلاق ويهدي للاعمال الطيبة والقرآن وآياته شفاء للقلوب والاجساد، قال تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وللمسلم بكل حرف من قراءة كتاب الله حسنة والحسنة بعشرة امثالها حسبما ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن تحمي من الفتن حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (تركت فيكم شيئين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي) وعلينا يا عباد الله ان نتمعن ونتفحص ما قاله الله في القرآن وان تخشع قلوبنا لتلك الايات فقد قال الله تعالى (الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) وقال ايضا: (لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) فالجبل جماد وحجارة وتراب فكيف بالانسان وهو دم ولحم وعظم ومشاعر واحاسيس وعلينا ان نسأل انفسنا عن سبب عدم التأثر بالقرآن ومروره على اسماعنا عاديا ولماذا نتأثر ببعض الاغاني وتؤثر بنا اكثر من آيات الله عز وجل ولا حول ولا قوة الا بالله. يا عباد الله انها بسبب كثرة الذنوب التي ازكمت انوفنا واصمت آذاننا واعمت ابصارنا وقلوبنا لقد اغرقت المسلسلات الهابطة التافهة والافلام الخليعة قلوبنا وغلفتها والمحطات الساقطة التي اسسها اعداء الله لخدمتهم في ابعادنا عن كتاب الله لان كتاب الله هو قوتنا وفيه سعادتنا قال تعالى: (الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون). لقد زينا الطاولات بكتاب الله وزينا السيارات بتعليق بعض السور من القرآن في مرآة السيارة وغفلنا عن قراءة القرآن وتدبر معانيه وصرنا نتوق الى الاطلاع على مجلة خليعة بصورها ومواضيعها اكثر من قراءة القرآن، اوقات مهدورة ضائعة ومجهودات جبارة في تقليب قنوات التلفاز والاطلاع على الانترنت والزيارات واطباق الطعام اكثر من وقت القرآن وفي الاخر نقول لا وقت للقرآن، او التلاوة بسبب سيطرة الاهواء على النفوس واتباع الرغبات والشهوات وكم بقي لنا من العمر وفي مجالسنا بدلا من ذكر الله نبدأ بالنميمة والخوض في اعراض عباد الله دون خوف من الله او وجل الى متى يا عباد الله، انتبهوا واحرصوا قبل ان تندموا في حين لا ينفع الندم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت) وعندما هجرنا القرآن يا عباد الله انظروا الى اين وصلنا لقد قتل بعضنا بعضا وسفكنا دماء بعضنا وهتكنا اعراض بعضنا وظلمنا بعضنا وهذا باعراضنا عن ذكر الله وعن آياته، يا عباد الله اما من عودة الى كتاب الله؟ اما آن الاوان للخوف من الله وقد قال تعالى (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك اتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) يا عباد الله النداء موجه لكل مسلم ومسلمة خصص في كل يوم وليلة قراءة ولو عشرين آية فقليل دائم خير من كثير منقطع. امتلأت الصدور بالتفاهات والمفسدات ولكن هذه الصدور ليس لها من كتاب الله نصيب! فبئس الصدر وبئس القلب من كان هذا حاله وغيروا ما في قلوبكم لكي يغير الله ما بكم.