الشاهد - سيصبح وزير المال السابق ريشي سوناك رئيساً جديداً للحكومة البريطانية بعدما فاز في السباق إلى «10 داونينغ ستريت» أمس، بعد عدول بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردونت في التأهّل.
وبذلك، سيدخل سوناك البالغ من العمر 42 عاماً التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. هذا الأخير حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية، وسط ترقب البريطانيين إن كان قادراً على انتشال البلاد من أزماتها.
ويأتي فوز النائب الذي أدى اليمين أمام البرلمان على «البهاغافاد غيتا»، وهو أحد النصوص الأساسية للهندوس، في وقت يحيي الهندوس عيد ديوالي.
ويرث سوناك اقتصاداً بريطانياً في طريقه إلى الركود في ظل تفاقم في التباطؤ الاقتصادي في أكتوبر، وانخفاض إنتاج القطاع الخاص إلى أدنى مستوياته منذ 21 شهراً. وقال كبير الاقتصاديين التجاريين في المملكة المتحدة كريس وليامسون إن «بيانات مؤشر مديري المشتريات لأكتوبر أظهرت أن وتيرة التراجع الاقتصادي تزداد بعد الاضطرابات السياسية والمالية الأخيرة في الأسواق».
وأضاف «تسبب ازدياد عدم اليقين السياسي والاقتصادي بتراجع النشاط الاقتصادي إلى مستوى غير مسبوق منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2009، مع استثناء أشهر جائحة كورونا». ولفت وليامسون إلى أن البيانات المقبلة قد تُظهر أن بريطانيا في حالة ركود بالفعل.
استقرار
استقالت ليز تراس الخميس من منصب رئاسة الوزراء بعد 44 يوماً فقط على توليها مهامها. وكانت قد خلفت بوريس جونسون في 6 سبتمبر بعد حملة انتخابية لتسلم رئاسة حزب المحافظين استمرت أسابيع في مواجهة سوناك الذي سبق أن حذّر، في الفترة التي تلت استقالة جونسون، من أن التخفيضات الضريبية التي وعدت بها تراس مع ارتفاع الدين الحكومي حين تدخلت الحكومة مالياً لكبح تفشي «كورونا»، كانت سياسة خاطئة.
وتقول المحللة المالية لدى شركة «اي جاي بل» البريطانية داني هيوسن «يأمل المستثمرون بشكل واضح أن يؤمن سوناك استقراراً للاقتصاد وللوضع السياسي رغم أنه من الصعب حالياً تحديد أيهما المهمة الأصعب». وتضيف «سيسعد سوناك برؤية (تراجع) أسعار الغاز الأوروبي، بالإضافة إلى تعافي الجنيه الاسترليني وانخفاض تكلفة الاقتراض الحكومي (مع انخفاض العائدات)».
زيادة الضغط
رغم ذلك، مع ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً إلى أكثر من 10 %، يتوقع أن يكشف بنك انجلترا عن زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة في اجتماع الأسبوع المقبل. وستؤدي هذه الزيادة إلى زيادة الضغط على المقترضين، بمن فيهم أصحاب المنازل الذين شهدوا ارتفاعاً في معدلات الرهن العقاري في أعقاب إعلان حكومة تراس ميزانيتها.
ودعت المديرة العامة لغرف التجارة البريطانية شيفون هافيلاند رئيس الوزراء البريطاني الجديد إلى تقديم مساعدة للشركات التي تعاني من فواتير الطاقة الضخمة.
أ.ف.ب